عناب الله تعالى نبيه لحرق نملة

الرئيسية المقالات مقالات دينية

عناب الله تعالى نبيه لحرق نملة

عناب الله تعالى انبيه لحرق نملة
إنَّ الله تعالى عاتب نبيا، والحديث عندنا في الصحيح؛ لأنه أحرق نملة لم يحرق برا ولا طفلا ولا حيوانا ولا بقرة، ولا خيلا ولا إبلا، بل إنه أحرق نملة، عَذَّبَ نملةً، فعاتبه الله، أما الذين لا يستريحون إلا عندما يمصون دماء الناس فهؤلاء أصحاب المواهب الضالة كما أنهم يعلمون الناس السحر يعلمون الناس الذبح يعلمون الناس القتل يعلمون الناس اللا ضمير، ولا حرج أن يأتي شابا -كما حدث في إحدى المدن السورية- وكان يعيش مع أمه الحبيبة وأمه كانت تقول له لا تنضم إلى هؤلاء الناس فانضم إليهم وأوشى عندهم ضد أمه أن أمه لا تحبهم وكذا وكذا، فانظروا ماذا فعلوا لكي يزرعوا الرعب والخوف عند الناس؟
فأتوا بأمه - هذا مشهد متكرر {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم: 41]- وأعطوه المسدس أو البندقية وقالوا له: هذه أمك اقتلها فقتلها، والعالم كله يعرف هذه القصة، فهل أمر الله تعالى الناس أن يقتلوا أمهاتهم عندما يختلفون معهم في الرأي؟ أجيبيني بصراحة.
معذرة لحضرتك كلامك أتعبني، وأرهق أعصابي، وهذه المناظرات رغم صعوبتها على نفسك؛ لأنني أرد في الأساس على اتهامات باطلة غير صحيحة، ولكن مطلوب أنَّ نُريحَ أعصابَ الناس الذين يفهمون خطأ كما تفهم هذه الأخت، ولسان حالها دائما يقول: أين رحمة الله بالأطفال والنساء والمعذبين والمضطهدين والذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق، والله ما أمرهم بهذا؟
تقول الأخت الكريمة عندي سؤال لو أذنت لي؟ وهو: لماذا لم يمنعهم الله أن يسفكوا دماء العباد، وأن يدوسوا على أحلام الشعوب وأن يفتتوا الشعوب؟ وأين الله تعالى ولم لم يفعل لهم شيئا حتى يحمي هذه الشعوب من أيدي الظالمين؟
فأنا عندما أشاهد أما مسكينىة، وهي ميتة تحت الأنقاض، وهي تحتضن ابنتها في مشهد يعكس العذاب والألم والمعاناة التي عاشتها الأم قبل أن تموت، ومعها ابنتها والله تعالى يراها من فوق سبع سموات، فلماذا لم يحمها من الموت؟
أحبابي الكرام، كان هذا كلام الأخت، أين الله تعالى من كل هذا؟أو كما تقول: أين رحمته، وهو يشاهد موت العباد تحت الأنقاض، أو على أسرتهم في بيوتهم أو في الشوارع أو في الحوادث؟
أحبابي الكرام، يجب أن تعلموا، وأن تعلم الأخت الكريمة أنَّ هذه الأمور هي أمور مقدرة سلفا في علم الله تعالى بآجال محدودة، بأنفاس معدودة، وإن اختلفت وسائل الموت فإن الموتَ رحمةٌ؛ فكثير من الناس عندما يُضيَّق عليهم في الحياة أو يُحاصرون في أماكن مظلمة، وليس معهم ماء ولا شرابا، والحياة صعبة عسيرة، فإن كلاًّ منهم يتمنى الموت؛ لأن الموت نهاية لرحلة العذاب، وتلك المرأة التي ماتت تحت الأنقاض وهي تحتضن ابنتها - كما تقول الأستاذة - في مشهد مأساوي مؤلم.
قلت لها: إنَّ موتها كان رحمة لها وابنتها تُوفيت معها؛ لأن ابنتها لو عاشت وأخرجوها من تحت الأنقاض ستعيش عيشة فيها منتهى الذل، ومنتهى الإهانة، ومنتهى الحرمان حيث لا أب حيث لا أم حيث لا مجتمع يرحم، ونعلم أنَّ المشهد صعب، صحيحٌ، ولكن يأتي القدر لكي يريح الناس من مأساة العذاب التي يتألمون منها، والتي لو عاشوا بعدها، لو عاشوا بعد قصة العذاب وقصة الألم سيدركون يوما ما أنهم عندما ماتوا كان الموت خيرا لهم لو كانوا يعلمون، هذه واحدة.
وأما الثانية فإنها تقول: لماذا لم يمنع الله تعالى الظالمين من ممارسة ظلمهم؟ لماذا يستمرون في ظلمهم؟ إنهم يستمرون في ظلمهم؛ لأنهم اختاروا أن يكونوا ظالمين، ما كتب الله لهم أن يظلموا العباد ولا أَنْ يفترسوا النساء، ولا أن يأخذوا مُقَدَّرَات الشعوب ويهيمنوا عليها ويسيطروا عليها، هم ظالمون لأنهم طامعون.

لقد ظل النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشر عامًا، ومعه أصحابه وقد لاقوا من الذلّ والإهانة والحصار الاقتصادي، والدمار النفسي، والتنكيل المعنوي والمادي – ربما - ما لم يحدث في تاريخ العالم، ألم يكن الله تعالى قادرا على إنقاذهم من الكفار؟ وإذا بالأخت المتذبذبة تسكت!

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض