انعكاسات وتجليات اسم الله الخالق على حياة المسلم:
اعلم أخي المسلم أنه إذا ذكرت اسم الله – تعالى – الخالق وآمنت به حق الإيمان، فإنه يتحقق لك عدة فوائد:
الأولى: تؤمن بالله تعالى ورسوله، وتجمع خصال الخير:
يقول ابن عباس -رضي الله عنه-: وفَدَ عبدُ القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى" فقال: يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فحدثنا بجميل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة وندعو به مَن وراءنا.
قال: "آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله، هل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا من المغانم الخمس. وأنهاكم عن أربع: ما ينتبذ في الدُّبَّاء، والنقير، والحنتم، والمزفت"( ).
وكان ممن حضر في هذا الوفد رجل يقال له: أشج عبد القيس، وكان رجلاً حليماً وقوراً فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة"( ) وفي رواية أبي داود: قال: يا رسول الله أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: "بل الله جبلك عليهما" قال: الحمد لله الذي جبلني على خلتين يحبهما الله ورسوله.
الثانية: تعرف حق الله عليك وحقه على الله:
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يا معاذ بن جبل هل تدرى ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله، فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا» .
الثالثة: يجعلك كثير التفكر في مخلوقات ربك:
قال – تعالى -: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيد}[سبأ:46].
وقال أيضًا: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون}[البقرة:164].
الرابعة: تقبل على عمل الخير:
قال – تعالى -: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون}[المائدة:48].
وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح فيه الرجل مؤمناً ويمسى كافرا ويمسى مؤمناً ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا))( ) .
الخامسة: تعلم أن الله ربك فتجاهد فيه حق المجاهدة:
قال – تعالى -: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}[العنكبوت:69].