من المُعينات على تحسين الحال:

الرئيسية المقالات مقالات دينية

من المُعينات على تحسين الحال:

من المُعينات على تحسين الحال:
أ- بعض الأدعية المهمة، والأحاديث النبوية المعينة التي تُساعد الإنسان في حياته:
- "اللهم إني أسالك المعافاة في الدنيا والآخرة"[أخرجه ابن ماجه والطبرانى]؛ إذن فنحن عندنا العافية والمعافاة، ونحن في حاجة إلى الدعاء بهذه الأدعية الجميلة، ولكنك ستلحظ أنك لكي تتغير من حالٍ إلى حالٍ فإنك في حاجة إلى العون من الله عز وجل من أجل تغيير تلك الأشياء التي ترى نفسك غير قادر عليها، ومن هنا يأتي دور هذه الأدعية التي يطلب بها الإعانة من الله عز وجل، والذكر في حدّ ذاته باب من أبواب الإعانة، وباب من أبواب النصر، وباب من أبواب الظفر والفرق بين الظفر، والنصر أن الإنسان يظفر بغنيمة دون قتال، كما قال الملك: {مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} [الفتح: 24]، أي: أخذتم ما تشاءون دون أن تراق منكم قطرة دم واحدة، وأما النصر فهو النصر مع القتال، أو قبل القتال، أو بعد القتال؛ فقد انتصر المسلمون في بعض الأحوال بالرعب، والفزع الذي قُذف في قلوب الأعداء، يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45] ؛ فالثبات وذكر الله هما أمران، وهما من مصادر العون لك في الحياة.
وهناك حديث واجب عليكم حفظه، وهو من الأدعية التي يستعين بها الإنسان على تغيير حاله إذا ضاقت به الأحوال، وإذا أغلقت دونه الحيل، يقول النبي الكريم: "رب أعني ولا تعن علىَّ، وانصرني ولا تنصر علىَّ، وامكر لي ولا تمكر علىَّ، وانصرني على من بغى علىَّ، رب اجعلني لك ذكارا، رب اجعلني لك شكارا، رب اجعلني لك رهابا، رب اجعلني لك مطواعا منيبا، رب اجعلني لك مُخبتا، إليك أواها منيبا، ربّ تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي" [رواه أحمد، وأبو داود]، وهو دعاء شامل جامع إن شاء الله يجب علينا العمل به، وهذا الحديث عبارة عن قطعة من العافية، والذين تابعوا دروسنا كنا نركز على معاني التقوى بالله تعالى في مجموعة من الأمور، ودعوني أقدمها لكم لمن لم يتابعون وسأذكركم بها، فمن علاج وقف الحال الذي لا غنى عنه أبدا: "الحوقلة" وذكرنا أن الحوقلة علاج الهم والغم والكرب ووقف الحال، ومن صعب عليه أمر فليكثر من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وأيضا ما تحدثنا عنه قبل ذلك، قولنا: "حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، وكذلك أيضا خواتيم سورة آل عمران، يقول تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[آل عمران:173]، وتوقفت عند قوله تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[آل عمران:175]، ويجب أن يكون عند الإنسان العافية واليقين؛ فلا يجوز ولا ينفع أن تكون هناك عافية فقط، وإلا يصبح الإنسان جبارا شقيا في الأرض، بل لابد من عنصر ضابط وهو وجود اليقين؛ فحال الإنسان بأن حاله واقف إحساس خاطئ؛ فداخل كل شر يحدث لك خيرات كثيرة، وأنت لا تعرف ذلك، فتدابير الله تعالى غريبة على عقولنا؛ فقد يمنع الله عنك شيئا ليعطيك ما هو أفضل، فلا تيأسوا ولا تقنطوا، وتيقنوا أن الله معكم.
ب- كثرة الاستعانة بالله عَزَّ وجَلَّ في جميعِ الأحوالِ، وكثرة ذكر الله تغير كثيرا من طباع الإنسان بمعنى أنها تحول أشياء كثيرة عند الإنسان، كما يقول ابن القيم: "إن كثرة ذكر الله عز وجل يجمع المتفرق ويقرب البعيد، ويباعد بين الإنسان وبين خطاياه"، فما علاقة الخطايا بتفريج الهم؟!
والإجابة تكمن في أن الإنسان كثير الذنوب الذي اسودّ وجهه واسود قلبه، فلما تكاثرت عليه الذنوب تكاثرت عليه الهموم، إذن فإنَّ الذنوبَ تبعث على الهمّ، ولذلك نرى الإنسان كثير الذنوب متثاقلا في حياته؛ لأنَّ هناك عبئًا نفسيًا عليه، وهناك حواجز هو صنعها بنفسه بينه وبين الله عز وجل، فكلما تكثر عليه الهموم يَتَفَلَّت منه قلبه، وعندما يَتَفَلَّت منه قلبه فليس الإنسانُ هو الإنسان، ليس ذهنه صافيًا ولا نقيًا ولا رقراقًا ولا ذهنه حاضرًا؛ لأن الذنوبَ تحرمُ الإنسان الرزق الذي سيرزقه، وربما أصاب الإنسان ذنبا فيحرم من صلاة الجماعة، وربما أصاب الإنسان ذنبا فَتُنْزَعُ البركة من طعامه أو شرابه، فالذي يدخل بيته، وعندما يدخل الباب يُلقي السلام ويُبسمِل ويُحَوْقِل، ويقرأ سورة الإخلاص، فإنه يستشعر ببركةٍ عجيبةٍ في بيته، وحتى لو وجد أخطاءً كثيرةً من الزوجةِ أو الأبِ أو الأمِّ فإنه يتعافى منها وينشرح صدره؛ لأن الله أعطاه انشراحًا في صدره، والذي ينشرح صدره تكون عنده قابلية لاستقبال وتَقَبُّلِ أُمورٍ معينة، على حين لو دخل الإنسان المنزل وكان مِزَاجُهُ عَكِرًا وكان مضغوطا - مثلا - لأي سبب من أسباب الحياة، ولما دخل بيته لم يُلق السلام ولم يُبسمِل ولم يُحوقِل، ولم يقرأ سورة الإخلاص، ففي ذلك الوقت عندما يقابل أي خطأ أمامه حتى ولو كان بسيطا فإنه يُكبِّره؛ فتبدأ الشياطين تفرح وتتراقص، وتقول هذه ليلتنا، سنبيت في هذا المكان، لقد جاء رزقنا، لنا هنا عيش، لنا هنا طعام، لنا هنا شراب، كذا، وكذا، وكذا، وتبدأ البركة في الذهاب من البيت، وهنا يستشعر الإنسان بأن "حاله واقف"، وأن الدنيا واقفة وأن المرتب ليس كافيا، وأنَّ الأولاد ليس عندهم بركة لا في الطعام ولا في الأجسام؛ والسبب كله يكمن في البداية لأنه لم يأخذ بهدي النبي الكريم؛ لأنه لم يحافظ على البركة، فلم يُبسمِل عند دخوله المنزل، ولم يُحوقِل، ولم يقرأ سورة الإخلاص، وانعدام تَمَثُّلِ هذه الأشياء عند دخول المكان يَنْزَعُ البركةُ من المكان، ومن الأشخاص الذين يقطنون في هذا المكان، ومن هنا يستشعر الإنسان بأن "الحال واقف".

تصفح أيضا

الولي

الولي

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض