القرآن العظيم كلام الله تعالى
يقول فضيلة الدكتور أحمد عبده عوض للملحد: دعني أتفق معك على أرضية للحوار، وهي أنَّ القرآن كلام الله، ما رأيك يا صديقي الملحد؟ فأجاب الملحد قائلا: سأوافق، مضطرا؛ لكي أُثبت أنَّ كلام الله الذي تُؤمنون به فيه تناقض، وأنا سأسلم بما قلته من كون القرآن – على حد زعمك - كلام الله، فلا حرج، ولكني أقول لك: إنَّ كَلامَ الله فيه تناقض ويجب أن تعلم أنَّ صاحب القرآن عندما كتبه لم يُدرك وهو يكتبه أنَّ هناك خللاً داخل القرآن، وأن هناك آيات يُناقض بعضها بعضًا.
أحبابي الكرام، إنَّ الملحد العربي ذكر عشر آيات كل آية منهم على حدّ زعمه تتناقض مع الأخرى تماما، وتحدانا إن نحن استطعنا أن نردّ على واحدة من هذه المسائل العشرة.
أحبابي الكرام، إنَّ الملحد يقول: إن هناك تناقضًا في القرآن، وبالتالي فإن القرآن ليس بكلام الله وهو - أصلا - ينكر وجود الله، والقرآن عنده كلام بشر، وفيه أخطاء، وفيه تقصير، وفيه أغلاط على حدّ قوله، فقال: مثلا عندك في سورة فصلت هناك آية اسمها: آية خلق السماوات والأرض، قلت له: تفضّل، فقال: القرآن دائما يقول: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} [ق: 38]، وعلى هذا فإن أيام الخلق ستة أيام، ولكن في سورة فصلت، فإنَّ الذي كَتَبَ القرآن، أو صاحب القرآن نسي وجعلهم ثمانية، هما: مرة ستة، ومرة ثمانية، وهذا هو التناقض، ويستحيل على أي شخص أن يرد على هذا التناقض؛ لأنها أرقام.
قلت للملحد: تفضل أكمل.
يقول الملحد: إنَّ اللهَ يقول: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (11)} [فصلت].
أحبابي الكرام، إن الملحد يقول: إن عدد الأيام قد وصل إلى ثمانية أيام في بعض الأحيان، ويكون أربعة في أحيان أخرى وهكذا، فالتناقض واضح جدا في القرآن، قلت له: أهذا كلامك أيها الملحد: قال نعم.
قلت له: أتأذن لي أيها الملحد أن أردّ عليك؟ قال: تفضل، قلت له: لقد جَمَعتَ فأخطأت. قال لي: كيف؟ ألم يقل مرة اثنين، وبعد ذلك قال أربعة واثنين أيضا، وعلى هذا يصبح العدد اثنين وأربعة وستة واثنين يبقوا ثمانية فيكون مرة قال: إن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ومرة قال صاحب القرآن: إنها في ثمانية أيام وهذا تناقض، وأنا لا أعرف: هل أنتم أغبياء أن تصدقوا بهذا الكلام؟
قلت له: عزيزي الملحد لا تشتط، ولا تنفعل ولا تكن غضوبا؛ كي لا تفقد المعركة من أولها والطريق بيني وبينكم طويل حتى أموت، قال الملحد لي: إذن اشرح للناس وأظهر خزيك وقلّة حيلتك.
أحبابي الكرام، الآن سأوضح له ولكم؛ فالقرآن الكريم تكلّم عن خلق الأرض، وقال تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَٰلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (11)} [فصلت].