الصدق أساس قبول الطاعات إن الصدق أساس الإيمان وركنه الركين، وأساس قبول الطاعات والقربات عند الله عز وجل، وعليه يترتب الأجر والثواب يوم القيامة، قال تعالى:{لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ المـُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الأحزاب: 24)، وقال تعالى: {قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ} (المائدة: 119)، ولأنه أساس الطاعات وجماعها، فقد أصبح الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق. فالصدق أساس الحسنات وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها، ويظهر ذلك من وجوه منها أن الصدق هو المميز بين المؤمن والمنافق، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آيَةُ المنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ". وقد وصف الله المنافقين بأنهم في الدرك الأسفل من النار، قال تعالى: {إِنَّ المـُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (النساء: 145). والصادق تنزل عليه الملائكة، والكاذب تنزل عليه الشياطين، كما قال تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ (223)} (الشعراء: 221- 223). وأيام الفتن لا يثبت فيها إلا الصادقون العالمون العاملون، وهم الذين يشرفهم الله عز وجل بنصره، ويمكِّنُ لهم في الأرض، ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين.