التواضع بين الزوجين..خُلُق إسلامى أصيل

الرئيسية المقالات مقالات دينية

التواضع بين الزوجين..خُلُق إسلامى أصيل

التواضع بين الزوجين..خُلُق إسلامى أصيل
الكبر يفسد البيوت.. والمرأة الصالحة تتقرب إلى زوجها حتى تزول الغمة بتفريج الكرب والتواضع يثمر المحبة والسكينة بين الزوجين، ويطفئ الغضب، وينقى البيت المسلم وكلما زاد تواضع المرأة لزوجها زادت مكانتها فى قلبه، وحسنت صورتها فى عينه.
ومن أسباب الشقاق أن يظن أحد الزوجين أنه أفضل من الآخر حسبًا أو نسبًا أو مالًا أو غير ذلك، فمن تواضع لله رفعه وأولى من تتواضع له هو زوجتك، وأولى من تتواضعين له هو زوجك الذى اختارك لتكونى راعية بيته من بين كل النساء.
المرأة الصالحة تستجلب الأجر والمثوبة بالقرب إلى زوجها والاعتذار إليه، وما أفسد البيوت إلا الكبر. المرأة الصالحة تتقرب إلى أحب الناس إليها، زوجها ورفيق دربها حتى تزول الغمة وحتى يفرج الكرب.
قال عليه الصلاة والسلام: (نساؤكم من أهل الجنة الودود التى إذا أوذيت أو آذت أتت زوجها حتى تضع يدها على كفّه فتقول: لا أذوق غمضًا حتى ترضى) [رواه الطبراني].
وقال ابنُ كثير- رحمه الله فى «تفسيره» 2/211: (وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنَّه جميلُ العشرة، دائم البشر يداعب أهله، ويتلطَّف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه؛ حتى إنَّه كان يسابق عائشة أمَّ المؤمنين، يتودَّد إليها بذلك؛ قالت: (سابَقَنى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسبقتُه؛ وذلك قبل أن أحمل اللَّحمَ، ثم سابقتُه بعدما حملتُ اللَّحمَ فَسَبَقنى فقال: هذه بتلك السَّبقة) [أخرجه أبو داود فى الجهاد 2578]. ويجتمع نساؤه كلَّ ليلة فى بيت التى يبيت عندَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل معهنَّ العَشاء فى بعض الأحيان، ثم تنصرف كلُّ واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه فى شعار واحد؛ يضع على كتفيه الرِّداء، وينام بالإزار، وكان إذا صلَّى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلًا قبل أن ينام يؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم.
وإذا تأملنا سير الأسرة المسلمة فى حياة الصالحين لوجدنا التواضع هو شجرتها التى لا يتساقط أوراقها ولا ينقطع ثمرها، ولا تذبل أزهارها.
ذكر ابن الجوزى فى (صفة الصفوة): قال على رضى الله عنه: كانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكرم أهله عليه، وكانت زوجتى فجرت بالرحى حتى أثرت الرحى بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمَّت البيت (أى كنسته) حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها، وأصابها من ذلك ضر.
وعن عطاء بن أبى رباح قال: إن كانت فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن، وإن قصتها (مقدم شعرها) لتضرب الأرض والجفنة. وقالت أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنها: كنت أخدم الزُّبيرَ خدمة البيت كلّه، وكان له فرس وكنت أسوسه وكنت أحتشُّ له، وأقوم عليه. وصحَّ عنها أنَّها كانت تعلف فرسَه وتسقى الماء وتخرز الدلو وتعجن وتنقل النَّوى على رأسها من أرض له على ثلثى فرسخ) [أخرجه أحمد 6/347، 352].
فإذا كانت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيدة أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما لم تمنع إحداهما مكانتها من أبيها، ولا شرفها فى قومها أن تقوم بخدمة زوجها خدمة شاملة (وإن صح التعبير: خدمة شاقة لقلة الإمكانات المتاحة) أفلا يحمل ذلك المسلمة اليوم - وقد توفرت لديها كل الأسباب الميسرة، فلم تعد فى حاجة إلى أن تعجن أو تعلف فرسًا أو تدير رحى بيدها - أفلا يحملها ذلك على أن تقر عين زوجها بخدمتها له فى بيته، إذا كانت بالفعل تبغى مرضات ربها من خلال رضا زوجها عنها؟.
ومما يُذْكَرُ فى هذا المقام أن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضى الله عنهما كانت صناعا تبيع من صناعتها، فقالت لعبد الله: والله إنك شغلتنى أنت وولدك عن الصدقة فى سبيل الله (أى لأنها تعطيهم ما تكتسبه لا تنفق)، فسل النبى صلى الله عليه وسلم فإن كان لى فى ذلك أجر، وإلا تصدقت فى سبيل الله، فقال ابن مسعود: وما أحب أن تفعلى إن لم يكن لك فى ذلك أجر. فسألت النبى صلى الله عليه وسلم، فقال:- (أنفقى عليهم فإن لكِ أجر ما أنفقت عليهم) [رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (2/69)].

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض