علاقة الرّهاب الاجتماعي بالخمول والتكاسل:

الرئيسية المقالات مقالات دينية

علاقة الرّهاب الاجتماعي بالخمول والتكاسل:

علاقة الرّهاب الاجتماعي بالخمول والتكاسل:

وبعد هذا التشخيص لهذا المرض فإننا سنوضح أن هذا الرّهاب الاجتماعي يتساوى مع الخمول؛ فهو عبارة عن نمَطٍ للخمولِ، وعبارة عن نَمطٍ للكسلِ والتكاسل، وعبارة عن فقد الإحساس بالزمن بمعنى أنَّ الأيامَ متشابهة، اليوم كالبارحة، وهو عبارة عن حالة من العجز وسيطرة الخوف على قلب الإنسان.
وكل هذه المظاهر التي قلتها هي مظاهر تؤدي إلى خَرابِ القَلبِ، وخَرابِ العَقلِ وإلى ضَياعِ المستقبلِ لمن أصيب بهذا المرض وابتلي بهذا المرض.
إذن فإننا قد قدَّمنا تَشخيصًا لهذا المرض، وقد قدَّمنا مظاهر ذلك المرض، ويتبقى علينا الآن أن نُقدِّم النَّاحية الشَّرعية في التعامل معه تشخيصًا وعلاجًا، وبرنامجًا إيمانيًّا للإنسان المريض؛ كي يخرج من هذه الحالة.
من علاجات مرض الرّهاب الاجتماعي:
بداية أقول في العلاج: ليس هناك إنسانٌ مريضٌ بهذا المرض، ويتمنَّى أنَّ يدومَ معهُ هذا المرض، ولكنَّ هذا الإنسان على االنقيض يتمنَّى أن يخرجَ من هذهِ الأغلالِ، والقيودِ الشديدةِ التي غَلَّلته وقيَّدته وضيَّعت أحلامه، وإذا أراد العُلا يبدأ في مرحلةٍ تُسمَّى بِمرحلةِ كَسرِ القيود، وكلمة "القيود" هذه كلمة صحيحة جدا كأن يشعر إنسان حينما يَنْزِلُ للعمل، ويشعر بأنه إذا نَزَلَ إلى العمل سيموت فلا يذهب، يوم وراء آخر حتى فُصل من عمله، وكل هذا حَدَثَ بسبب القيود التي قيَّدته وخوَّفته من الناس، والأمثلة على ذلك كثيرة من الدنيا التي نعيش فيها؛ ففي البلاد النَّاميةِ تَكثُر الطَّوابير، طوابير الخبز، وطوابير الغاز؛ فنُزُول ذلك الشخص ووقوفه في الطابور هو شُعورٌ بالموت ذاته؛ فهو لا يتخيَّل وقوفه في الطابور وسماع هذا وذاك، والمشكلات والحوادث التي تحدث؛ فهو يشعر أنَّ هذا الطابور عبارةٌ عن مَذلَّةٍ وقَهرٍ واستعبادٍ وعُبوديةٍ وهذا خطأ؛ فالطوابير موجودة في كل مكان حتى أوربا بها طوابير، وهذه طبيعة بلادنا وتركيبة بلادنا، وينبغي علينا أن نتعامل معها على هذا الأساس، ولا مشكلة في ذلك، ويجب علينا أن نتصف بالقوة، ونقوم بكسر تلك القيود التي حبستنا بداخلها فترة طويلة من الزمن.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض