أقسام الصدق ودرجاته عند أولياء الله الصالحين

الرئيسية المقالات مقالات دينية

أقسام الصدق ودرجاته عند أولياء الله الصالحين

أقسام الصدق ودرجاته عند أولياء الله الصالحين
1- صدق الحال: بأن يتطابق ظاهر المرء وباطنه، فلا يكون مرائيًا أو متظاهرًا بما ليس حقيقة واقعة، قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "المتَشَبِّعُ بما لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ"
2-صدق الفعل: وهو مطابقة فعل الإنسان لقوله، فإن وعد وفى، وإن استعد لأمر أمضاه.
وكذب الفعل أشنع من كذب القول، لأنه يظهر فيه القصد والعمد بشدة كما فعل إخوة يوسف {وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} (يوسف: 18)، وقد وردت مخالفة الفعل للقول في معرض التحذير والذم {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (الصف: 2).
على أن صدق القول هو الأشهر والأظهر، فكل قول خالف الحقيقة فهو كذب، قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} (يونس: 69)، ويكفي في فضل الصدق أن به "تميَّزَ أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلًا إلا أرْدَاهُ وصرعه، مَن صال به لم تُرَد صولته، ومن نطق به عَلَتْ على الخصوم كلمته، فهو روح الأعمال، ومحك الأحوال"(1)، والصدق هو الخلق الذي اتصف به الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، حتى لُقِّب بالصادق الأمين.
وقد أوضح صلى الله عليه وسلم آثار كل من الصدق والكذب النفسية فقال: "الصدق طمأنينة، والكذب ريبة"(2)، فالصادق مطمئن النفس، منشرح الصدر، عالم بأنه أخبر بالحق، ونطق بالصدق، فلا يخشى أن ينكشف شيء على خلاف ما قاله، وعنده توافق بين ظاهره وباطنه، فلا تناقض ولا تعارض، بينما الكذب يبقى صاحبه في شك وحيرة واضطراب، فلا هو مطمئن ولا متوافق مع الآخرين، لخوفه أن ينكشف أو يفتضح أمره، وإضافة لذلك بَيَّنَ صلى الله عليه وسلم مآل كل منهما، فقال: "علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا"
ويضاف لمعاني الصدق، صدق الحال، بعدم المخادعة بالمظاهر الكاذبة والأحوال الزائفة، بل كُن مع الناس، وخاصة المقربين منك، كما أنت على حقيقتك في بساطتك، وبحسب قدرتك وإمكانيتك.
3-صدق القول: فلا تروِّج على الناس كذبًا، ولا تنشر بينهم شائعة، بل اصدقهم القول، وتحرَّ الصوابَ فيما تخبرهم به، وتثبت فيما تنقله إليهم، ولا تكن كحاطب ليل، يقول عبدالله بن مسعود: "بحَسْبِ المرْءِ مِنَ الكَذِبِ أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ"، فلا تكن بوقًا ينقل الكلام بلا بصيرة ولا أناة، ولا تكثر من القول فيما لا نفع فيه.
4-صدق النصح للناس: وذلك بأن تحرص على تحصيل مصالحهم وجلبها لهم، وأن تعمل على تعطيل مفاسدهم وتدفعها عنهم، فكن لهم أصدق من يدلهم على الخير، ويكشف لهم الشر، فإنهم أقرب إليك، وأدنى منك، فاصدقهم فيما ينفعهم، وكن معهم فيما فيه الخير.
والزوجة يضاف في الصدق معها مكاشفتها ببعض الهموم، وإطلاعها على بعض الأسرار، وإشراكها في بعض الطموحات والآمال، وذلك بحسب ما تراه نافعًا ومفيدًا، فإن الزوجة شريكة الحياة، وشعورها بمدى الثقة بها يقربها إليك، ويعظم صلتها بك.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض