سطوة الهمّ وشدته الدليل على سطوة الهمّ وشدته أنه من أوائل الأشياء التي تعوذ منها النبي الكريم؛ لأن تسعين بالمئة من الأمراض التي تصيب الإنسان سببها يكون الهمّ؛ ذلك الهم الذي يؤثر في البدن كله، ولهذا فإن أخطر شيء تحمله في حياتك هو الهم؛ فالإنسان المهموم يحمل أثقالا كثيرة وجسمه الضعيف لا يقدر عليها، فإذا بجسمه الضعيف ينفجر فهو لا يستطيع التحمل، ومن هنا تأتي للإنسان الأمراض الصعبة، ولذلك فقد أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المهموم يجب أن يقول سبع مرات: (الله، الله، لا أشرك به شيئا)[رواه النسائي]، أما بالنسبة للأرقام: لماذا سبع مرات، فأقول لكم هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وإن نحن لم نفقه السبب الآن، فهذا لا يعني بأن هذا خطأ. أما الإنسان المخنوق والإنسان المضغوط علاجه أيضا أن يقول سبع مرات: (الله، الله، لا أشرك به شيئا)، وجسم الإنسان بعد هذا الذكر الكثير تتغير فيه أشياء كثيرة من حيث لا يدري. إني على يقين أن نزلاء المصحات العقلية لديهم خلل في هذه الأمور أي خلل في الأذكار والأدعية؛ لأن هذه الأذكار والأدعية هي التي تعالج النفوس الشاردة المشتتة؛ لأن العلاج الأساس لأولئك المرضى يكمن في البحث عن علاج إيماني يغير كيمياء الجسم كله حتى يعود صالحا، وسليما ومعافى بإذن الله عز وجل. أما بالنسبة للخوف فمن الأدعية التي تساعدنا على تخطي الخوف من النفس ومن أي شيء، فليقل: (اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أجُول وبك أصول، وبك أقاتل).[رواه أحمد]. أما بالنسبة للهمّ والأرق الذي هو شكل من أشكال الفزع لا يعد مرضا في حدّ ذاته، ولكنه عرض لأشياء كثيرة وانشغال البال، فليقل: (اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأراضين السبع وما أقلت، وربّ الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شرّ خلقك كلهم أجمعين أن يفرط عليَّ أحد منهم، أو أن يبغي عليَّ أحد منهم، عزَّ جارك، وجلَّ ثناؤك، لا إله إلا أنت) .[أخرجه الترمذي].