أصحاب المناقب 9 الإمام الليث بن سعد (المصري) فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي

الرئيسية المقالات مقالات دينية

أصحاب المناقب 9 الإمام الليث بن سعد (المصري) فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي


الحمد لله رب العالمين تباركت يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام يا واسع الكرم يا واسع الفرج يا سامع الدعاء أعددت لكل نائبة لا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وصاحب الشفاعة العظمى
في مدحه ماذا أقول .. والله أعتق من سفاح الجاهلية أحمد
اللهم صل أفضل صلاة وأزكاها وأشرفها وأنماها على خير البرية ومصطفاها
الإمام الكبير إمام أهل مصر وإمام الزمان والمكان الذي حاز السبق في كل شيء الإمام الليث بن سعد (المصري)
العلم ليس له وطن
العلماء هم سادة الزمان والمكان
كل مكان يرتفع بالعلماء الأعلام
تبقى البصرة في ذاكرة الزمان العمر كله نسبة إلى الإمام الحسن البصري
تبقى المدينة في سمع الزمان العمر كله نسبة إلى الإمام مالك رضي الله عنه
عن قلقشندة سألوني ويقال قرقشندة تلكم القرية التابعة لبنها بمحفاظة القليوبية
وكان ينتمى إليها الليث بن سعد وأقام فيها بيتا وهدمه الحاكم ثلاث مرات وقال إنها طيبة المكان كثيرة الفاكهة
وكان يحبها حبا جبا تعلم فيها وترعرع صباه في جوائها
لم تكتفي قلقشندة بإنجاب الليث بن سعد ولكنها أنجبت رجلا آخر الإمام القلقشندي صاحب كتاب صبح الأعشى في صناعة الإنشا ويشتمل على عشرين مجلدا
الليث بن سعد أعلم علماء زمانه على الإطلاق
الليث بن سعد عاصر الإمام مالك وكان بينهما مراسلات عظيمة
كان الإمام الليث بن سعد ميسورا وكان يغدق على كل علماء عصره وأرسل للإمام مالك ما يشبه الإعانة كل شهر ولما استدان الإمام مالك كتب إليه فوصله بخمسمائة دينارا
ما أتاه سائل إلا زوده وجاءت إليه امرأة ابنها مريض عليل ونصحها الأطباء بأن تسقي بابنها عسلا
كان الإمام اللليث بن سعد عنده مخزن كبير في عسل لا يتاجر فيه وإنما يتصدق به
فقال الإمام الليث لخادمه اعطها ما يعادل مائة وعشرين رطلا من العسل
لما خرج الغلام وجد معها إناء صغيرا فقال له إن معها إناء صغيرا فقال يا ولدي إنها طلبت على قدرها ونحن نعطيها على قدرنا
من وسع على أمة محمد وسع الله تعالى عليه
من فتح للناس أعطاه رب الناس
من ضيق على الناس مع سعته ضيق عليه رب الناس
قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه
على قدر ما تعطي تعطى
خزائن الله تعالى ملآى لا حدود لها
خزائن الله تعالى ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار
الكريم قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة والبخيل بعيد عن الله بعيد عن الناس بعيد عن الجنة
اشتهر الليث بن سعد بكثرة رحلاته فالتقى بأستاذ الحديث ابن شهاب الزهري
أتمنى أن أعطي محاضرة عن ابن شهاب الزهري وسأمتعكم بها
نزل بغداد والتقى بعلمائها وجرت هناك قصة غيرت مجرى حياته
كان أمير المؤمنين أيامها هارون الرشيد فقال لزوجته أنت طالق إن لم أكن من أهل الجنة
جمع أهل العلم في بغداد كلها وظلوا ثلاثة أيام فلم يجدوا حلا وفي اليوم الثالث حضر الليث بن سعد
جلس في آخر المجلس وظل هارون الرشيد يستفتي العلماء فلم يخرج منهم بشيء
فقال لما لم يتكلم الشيخ الأخير؟ فقال إن أردت أن أتكلم فأخرج كل الناس وقال له افتح المصحف على سورة الرحمن واقرأ يا أمير المؤمين
الخلفاء لم يكونوا جهلة ولكن كانوا علماء ولكن هناك مسائل يقفون عندها
فظل يقرأ إلى أن وصل إلى قوله تعالى "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فقال له ألست تخشى الله؟ فقال بلى
فقال له ليس لك جنة بل لك جنتان فأنت من أهل الجنة
فلما استمع الناس إلى هذه الفتوى انقلب بيت الخلافة إلى فرح وزغاريد وحمله الخليفة من التحف والهدايا ما لم يكن يحلم به فتصدق بها على أهل مصر
العلماء دائما يغيرون وجهات نظر الناس السيئة
لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كان الناس يقعون في الإمام علي ويلعنونه على المنبر والناس يقولون "آمين"
ظل الناس ستين سنة يسبون عليا فقال في أول يوم في خلافته "لا تسبوا عليا فإن من سب عليا فقد سب رسول الله صلى الله عليه وسلم"
كان عثمان بن عفان عند المصريين في وضع غير طيب فظل يجاهد حتى أسكت ألسنة الشاتمين وأفهمهم وضع عثمان
الإمام الليث بن سعد كان فقيها
الإمام الشافعي كان عالما وصاحب قلب فقال كان الليث أعلم من مالك بل كان مالك يستفتي الليث فجعله شيخا له غير أن أحدا لم يقم بعلمه بعده
غير أنه كان يختلف مع الأئمة الأربعة في أنهم أباحوا أكل الجراد الميت ومعهم أدلتهم ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: أحل لكم ميتتان وذكر السمك والجراد
أما باقي المذهب فقد اتفق مع الأئمة الأربعة رضي الله عنهم
مذهب الليث بن سعد يقوم على ثبات العلم يعني يعلم ما تعلم
يقول الشافعي رحمه الله تعالى: جمع الليث بن سعد أربعة لم تجمع عند غيره وهي العلم والعمل والزهد والكرم
الزهد معناه النفس الطيبة المؤمنة التواقة إلى رحمة الله تعالى
الإمام الليث بن سعد يعد من أعلم علماء الزمان والمكان
أجهز الآن درسا عن الإمام ابن حجر وسأسمعكم فيه كلاما جميلا لم تسمعوه من قبل
أي كلام عن أصحاب المناقب لا يكفيهم وأنا متيم بهم
الزهد يعني له عبادة متميزة وعطاء متميز ولم ينافق أحد وهذه مراتب عاشوها وأبقى الله تعالى علمهم
هناك بعض الأمور التي لم يفتي فيها العلماء الأربعة وأفتى فيها الليث بن سعد
اللهم نورنا كما نورتهم وعلمنا كما علمتهم
اللهم بل ريقنا بالعلم النافع وانفعنا بهذه الأسرار والأنوار واجعلنا وإياكم من محبي الصالحين الكبار
إن لم نكن من الصالحين فحببنا إلى الصالحين واجعل لنا لسان صدق في الآخرين يا سامع النجوى يا كاشف البلوى

كلنا مكروبون ففرج عنا يا الله وتجاوز عنا يا الله واعطنا سؤلنا يا الله واعطنا علما نافعا يا الله ولسانا صادقا صديقا يا رب العالمين

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض