أجب داعي الله واجلس إلى
مأدبته
أما
سيد الكون، وأما مكون الكون، فهو الذي ساد العباد بفضله، وغمر الكون كله بعفوه،
وغمر عباده بآلائه، ونادى عليهم في الليل، ونادى عليهم في النهار.. إن الله تعالى
دعانا إلى المأدبة، والمأدبة هي الإسلام، والذى دعا إلى الاسلام هو سيدنا محمد صلى
الله عليه وسلم، وإن الدار هي الإيمان، دار الإسلام، فمَن دخل الدار دخل من
المائدة، فأجاب الداعي، ورضي عنه السيد، فالذي دخل إلى هذا المكان أجاب الداعي،
وهو الله ورسوله، وأكل من المائدة وهي الإسلام والقرآن، ورضي عنه السيد، والسيد هو
الله، وأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:{كُلُّ
الطَّعَامِ كَانَ حِلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ
عَلَى نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ
بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران: 193).
يا ربنا إننا سمعنا مناديًا هو نبيك محمد صلى
الله عليه وسلم ينادي الناس للتصديق بك، والإقرار بوحدانيتك، والعمل بشرعك، فأجبنا
دعوته وصدّقنا رسالته، فاغفر لنا ذنوبنا، واستر عيوبنا، وألحقنا بالصالحين.
فلا بد أن يكون قولك كما
قال تعالى{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (النور: 51)، أما المؤمنون حقًّا فدأبهم إذا دعوا إلى التحاكم في
خصوماتهم إلى كتاب الله وحكم رسوله أن يقبلوا الحكم، ويقولوا: سمعنا ما قيل لنا،
وأطعنا مَن دعانا إلى ذلك، وأولئك هم المفلحون الفائزون بمطلوبهم في جنات النعيم.