هَديِ النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الشقيقة (الصداع النصفي)

الرئيسية المقالات مقالات دينية

هَديِ النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الشقيقة (الصداع النصفي)

هَديِ النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الشقيقة (الصداع النصفي)
الحمد لله الملك حمدًا يليق بجلاله وكماله وعظمته وكبريائه والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه الغُر الميامين، وبعدُ.
الدرس السادس عشر "هدي النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الشقيقة".
كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه يتألم ألمًا شديدًا حتى كان يربط رأسَه الشريف بعصابةٍ من القماشِ أو الصوفِ لتخفيف الألم خاصةً في مرضه الذي مات فيه؛ أخرج الإمام البُخارِيُّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ فِي رَأْسِهِ، مِنْ شَقِيقَةٍ كَانَتْ بِهِ» هذا الحديث مهم جدًّا، لأنه يعطيك إباحةً لمن كان مُحرِمًا أن يحتجم ، إذن الحِجامة تَصلُح حتى في أيام الحَج، بأبي أنت وأمي يا رسول الله!.
كان النبي صلى الله عليه وسلم قادمًا من مكة إلى المدينة فجاءه صداعٌ شديد بين مكة والمدينة صلوات ربي وسلامُه عليه، فجلسَ واستدعى الحجّامَ وحَجَمَ له صلى الله عليه وسلم.
الصداع كما يقول ابنُ القَيِّم في كتابه "الطب النبوي" ناشئٌ من ضربان الشرايين يعني على ما يبدو اختلاطها، وعندما نأتي بعصابة عليها فإنها تمنع دَفَقان الشرايين التي في المخ وعندئذ يَسكُن الصداع، وكانت الشقيقةُ تشتَدُّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فيمكثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم اليومَ واليوميْنِ ولا يَخرُج.
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِنْبَرَ، وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسٍ جَلَسَهُ مُتَعَطِّفًا مِلْحَفَةً عَلَى مَنْكِبَيْهِ، قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ بِعِصَابَةٍ دَسِمَةٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِلَيَّ»، فَثَابُوا إِلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ هَذَا الحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ، يَقِلُّونَ وَيَكْثُرُ النَّاسُ، فَمَنْ وَلِيَ شَيْئًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاسْتَطَاعَ أَنْ يَضُرَّ فِيهِ أَحَدًا أَوْ يَنْفَعَ فِيهِ أَحَدًا، فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيِّهِمْ» وكان يقول في مرض موته: وارأساه! يعني اشتدَّ ألمُ الرأس، وكان يَعصِبُ رأسَه في مرضِه صلى الله عليه وسلم.
وعصْبُ الرأس ينفع في أوجاع الرأس كلِّها ـــ بفضل الله سبحانه وتعالى ـــــ ويمكن استخدام الحِنَّاء على الرأس لتخفيف الصداع. والحديث الذي ورد في الحناء ضعيفٌ، صحيح أنه ضعيف؛ ولكنه لم يَرِدْ غيرُه أو ضِدُّه أو عكسُه لكي نَنفِي أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم مثلًا لم يكن يَحتجِم، لكن الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم كان يحتجم، وكان يستخدم الحناء أيضًا، بأبي أنت وأمي يا رسول الله!.
علاج الشقيقة:
إن الصداع أو الشقيقة مرضٌ خطيرٌ جدًّا يُفقِدُ الإنسانَ السيطرةَ على نفسِه، ورغمَ هذا هناك علاجاتٌ كثيرة للشقيقة منها:
• استنشاق الينسون.
• ومغلي أوراق النعناع.
• واستخدام الريحان (زيتًا أو شُربًا أو دِهانًا).
• وأزهار نبات الخُزامَى (اللافَندَر)؛ يُهَدِّئ توترات الأعصاب التي تنشأ عند المريض.
• أحبابنا الكرام، لكنَّ العلاج الأساسي للشقيقة هو الحِجامة.
ومن الحجامة ما جاء عن أنَسٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجِم ثلاثُا. يعني: في الشهر كله.
وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، وهذا حديثٌ في البُخاري أيضًا باب (أيَّ ساعةٍ يحتجِم) قَالَ: «احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ» وروى البُخاريُّ في "بَاب الحَجْمِ فِي السَّفَرِ وَالإِحْرَامِ": عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ» وقال البخاريُّ أيضا: (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ، فَفِي شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أَوْ لَذْعَةٍ مِنْ نَارٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ») بأبي أنت وأمي يا رسول الله!
إذن عندنا أحاديث كثيرة جدًا في هذا الباب ومنها:
«أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَهُوَ مُحْرِمٌ، وَسَطَ رَأْسِهِ» .
وجاء أيضًا: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ؟ فَقَالَ: احْتَجَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَجَمَهُ أَبُو طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عَنْهُ مِنْ خَرَاجِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ»، أَوْ «هُوَ مِنْ أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ» .
لماذا يحبُّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحجامةَ؟.
هذا هَديُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وليس هذا الأمر منتهى المسألة، وإنما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحبُّ الحجامةَ؛ لأنها مَطهَرةٌ للإنسان تقريبٌ له إلى عفو الرحمن سبحانه وتعالى.
الذي عنده شقيقةٌ لو وضع على جبهته المِسكَ الأبيض ثلاثةَ أيامٍ مع الأذان والتدليك بالمسك الأبيض هذا يتعافَى بإذن الله تعالى.
كنت ولا زِلتُ كلما يَشتدّ الصداع علَيَّ آتِ بِعِصابةٍ وأربِطُها على رأسي وأشدها شدًّا عظيمًا، وهذا كله من هَديِ سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض