بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحباب الكرام لابد أن نعلم أن الإنسان عندما لا يرضى بحاله لا يتفاعل مع الناس وينزوي في جنبات الحياة ويجلس في غرفة ينعي حظه ويعاتب ربه، لأنه لم يرضى بما قسم الله له، أو أي إنسان ربما لم ينجح في الحياة، فإنه يعترض على قضاء الله تعالى وعلى قدره
وربما إنسان افتقر كان غنيا فلا يرضى أن يهان مع الفقر فيعتزل الناس وكل هذه مظاهر لضعف الإيمان، صحيح
لأن الإيمان معناه من آمن بالقدر أمن من الكدر، لماذا أنت فقير؟ مشيئة الله، لماذا أنت مسكين؟ مشيئة الله
لماذا تعيش في سكن بسيط وغيرك عنده قصور؟ مشيئة الله، لماذا تمشي على قدميك وغيرك أقل منك في العلم ويركب سيارة ويركب كذا؟ مشيئة الله
فإذا أرجعت كل شيء إلى مشيئة الله فإنك ترضى وتسعد أنك رغم فقرك وضعفك وسوء حظك وقلة بختك أنت أفضل من غيرك ألف ألف ألف مرة
وكلمة الحمد لله علاج لأن الحمد معناها الرضا، الحمد لله معناها الانبساط، الحمد لله معناها عدم الاعتراض على قضاء الله تعالى وعلى قدرة الله رئب العالمين، ولازم الإنسان يكون راضيا مرضيا حتى لا يكتئب لأن الاكتئاب معناها الموت البطيء، انتظار الموت.
ذات مرة ذهب أحد الموظفين إلى عمله متأخرًا، فأغضب رئيس العمل، وربما قال له كلمتين على سبيل العتاب يعني فأسرها في نفسه
وعاد إلى بيته زعلانا ودخل في غرفة وأغلق على نفسه وظل عاما كامل لا يذهب إلى عمله
ويسألون عنه ويرسلون له إنذارات وكذا وكذا وكذا ولكنه لم يرجع إلى عمله حتى تم فصله من العمل
الاكتئاب أدى به إلى الفشل، وكم من طلاب في الجامعات في كليات القمة، جاءتهم حالة الاكتئاب
وفشلوا في حياتهم ولم يكملوا دراستهم لأنهم انهزموا أمام الشيطان تمكن منهم وأبعدهم عن الحياة
قال لهم إذا نزلت الشارع سيحصل لك كذا وكذا وكذا وكذا فجعله أسيرا في الغرفة غير مهتما بنفسه، تطول لحيته ويطول شعره، ويكون قذرًا معذرة ورائحته نتنة ولا يدخل الحمام
ويشك في أكل أهله، كل هذه المظاهر تعتبر موتا بطيئًا بالنسبة له
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ارض بما قسمه الله لك تعش سعيدا»
