هل القرآن يُوجب قتال غير المسلمين كما يدعى الملحدين ؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

هل القرآن يُوجب قتال غير المسلمين كما يدعى الملحدين ؟

هل القرآن يُوجب قتال غير المسلمين كما يدعى الملحدين ؟
يقول أحدهم : إن هذا الكلام منطقي؛ لأن دينكم لا يدعو إلى التسامح لا مع المسلم الذي أخطأ، ولا مع غير المسلم الذي أخطأ؛ لأن القرآن يُوجب القتال هذا كلامه - وهو كلام خاطئ - لأن القرآن يُوجب قتال غير المسلمين ويُوجب قتال الكافرين وهذا الكلام غير صحيح بالمرة فآيات القتال: اقتلوهم وقاتلوا اقتلوهم وقاتلوا التي جاءت في سورة البقرة، وفي سورة النساء، وفي سورة المائدة، وجاءت كذلك في سورة التوبة، كل هذه الآيات مقصود بها قوم محددون، وليست على إطلاقها، وهم القوم الذين بدؤوا الحرب والعداوة مع المسلمين الذي تركوا مكة وأتوا إلى المدينة مهاجرين؛ لكي يهدموا الإسلام ويقتلوا نبي الإسلام والقرآن يقول: قاتلوهم من باب الدفاع عن أنفسكم، قاتلوهم، لماذا؟ لأنكم إذا لم تقاتلوهم قتلوكم، هذه واحدة.
أنا هنا عندي كلام كثير جدا بصراحة محتاج عشرين ساعة أتكلم عنه، ويجب أن تعلموا أن هناك فرقا بين آيات القتال وآيات القتل؛ فالقتال هو نوع من الصدّ عن النفس عن، والذَّود عن النفس، وهذا واجب شرعا؛ إذ عليك وأنت جالس في بيتك، آمن في سربك، وهناك شخص هجم عليك أو كذا أليس لك أن تقاتله؟ هذا – إذن - اسمه قتال؛ فالقتال عبارة عن دفاع عن النفس وهو مشروع عقلا ونقلا؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في المدينة وترك لهم مكة، وفُوجئ بأهل مكة وأحزاب العرب واليهود وغيرهم يهجمون عليه داخليا وخارجيا ظاهرا وباطنا.
فالقتال هنا دفاع عن النفس، ويجب أن تعلموا أن كل الغزوات التي خاضها النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون كانت غزوات من طرف واحد فقط، مثل: غزوة بدر الصغرى والكبرى، وغزوة أحد والأحزاب؛ فكل هذه الغزوات كانت من طرف واحد فقط، كانت عبارة عن كفار قادمون من مكة إلى المدينة لقتال المسلمين، وكل ما فعله المسلمون هو أنهم يصدون.
إذن هناك فرق بين بين آيات القتال وآيات القتل، والأمر بالقتال دفاع عن النفس مشروع، أما القتل في آيات القتل فهي التي فيها حض على قتل الغادرين وعلى قتل الغابرين وعلى قتل قطَّاع الطريق، وعلى قتل الحرابة، وعلى قتل القاتل وهو "القصاص".

أحبابي الكرام، يجب على من يقرؤون في المصحف أن يفرقوا بين آيات القتال وآيات القتل، وإن طال بيَّ الزمان وأبقاني الرحمن دهرا حتى لو بسيطا سأعطي مجموعة محاضرات في الفرق بين آيات القتال، وبين آيات القتل، هذا هو الرد الأول، وأناقش مع صديقي الملحد قضية الشدّة في أحكام الله عز وجل هو مُصِر على رفض رد السلام ومُصِر على أن يقول: إن تصرفات المسلمين في الحياة نابعة من أنَّ الإسلامَ يُربيهم على الفظاظة، وعلى الغِلظةِ وعلى الشدة، يقول: مثلا ما رأيك في قوله تعالى: {وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} [التوبة: 123]، ويقول لي: ما رأيك في قوله تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29]؟ وإذا به يسألني، أين الرحمة إذًا؟

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض