تقدير التقدير
من كتاب مناظرات ايمانية لفضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عده عوض
يا صديقي الملحد إنَّ الأمر ليس كذلك، وإنما هناك أمور داخلة في إطار تقدير التقدير، وهذا مصطلح جديد عليكم، وهو (تقدير التقدير) بمعنى أن الله تعالى قدَّر، ثم قدَّر، بمعنى أن الله قدَّر أن الطفل يولد غير صحيح، وقدَّر له من يسهر عليه، وأن الله خلق هذا فقيرا، ثم قدَّر له من يساعده عندما يفتقر، وهذا كلام مهم جدا وهو أن الله تعالى يُقَدِّر الأمر بحكمته، ثم يُقدِّر من يقومون بتنفيذه بقدرة عظيمة لا يعلمها إلا الله تعالى وعلى هذا فإن الله كما خلق الأصحاء كان قادرا على أن يصحح جميع الأبدان، ولكنها حكمة الله السارية في الوجود والحياة التي لا نعرف أسبابها إلا عندما يكون الإيمان هو السائد في حياتنا، يقـول تعـالى:
﴿وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[النساء:65]، فأنت لا تقدر أن تبحث عن أمور صعبة عليك في الماضي، وفي الحاضر، وفي المستقبل، ولأجل هذا فإن الله تعالى جلّت قدرته وتعالت عظمته عندما يخلق هؤلاء فإنما يقدم حكمة لنا على قدرته في السلب والعطاء، أو بلغة أخرى في العطاء وفي المنع؛ كي ندرك أن الله تعالى يعطي بغير حساب ويمنع بحساب، بالحساب الذي أراده الله رب العالمين.
الملحد يقول: إن مناظرة اليوم أضافت إليَّ جانبا جديدا في الحكم التي خفت عليَّ، ولو كنت علمت هذه الحكم ما كفرت بالله.
