مفهوم الرّهاب الاجتماعي وأسبابه

الرئيسية المقالات مقالات دينية

مفهوم الرّهاب الاجتماعي وأسبابه

مفهوم الرّهاب الاجتماعي وأسبابه
سنعرض معكم جانبا من جوانب خوف الإنسان وهلعه، وقد انحصر ذلك الخوف والهلع في مرض جديد يسمى: "الرّهاب الاجتماعي"، والرّهاب من الرَّهبةِ وليس هو الرُّهاب؛ فهو الرّهاب بالكسرِ لا الضَّمِ، وهو من الرَّهبةِ والخوفِ، والرَّهبةُ لها حدودها، ولكنَّ المبالغةَ في الرَّهبةِ يُؤدي إلى مَرضٍ، كذلك الرغبة – أيضا – مطلوبة، ولكنَّ المبالغةَ في الرَّغبةِ تُؤدي إلى فِتنةٍ، يعني الرَّغبة في الزَّواج، الرَّغبة في العفافِ، هذه رَغبةٌ، وهذه الرغبات إِنْ زادت عن حَدِّها ستتبدل الأمورُ، ولابُدَّ مِنْ أن يكون هناك توازن في التعامل مع هذه الأمور.
كمثل أنَّ الإنسانَ المُسلم عنده حياء أو خجل، ولكن لا يصل به الحياء ولا الخجل أو الحياء إلى الخوف من أن يَنْزِلَ إلى الشارع أو الذَّهاب إلى أي مكان.
من أسباب الرّهاب الاجتماعي، ومظاهره:
إنَّ الخجلَ هنا أمرٌ فطريٌ طيبٌ في حَدِّ ذَاتهِ، لكنَّ استفحاله عند الإنسانِ؛ وهو أن يكون خجولاً في كُلِّ شَيءٍ؛ فالأمر ينقلب إلى ضده، والأمر يتعلَّق بالرجال والنساء أيضا؛ والذي دفعنا إلى تناول هذا الأمر كثرة الشكاوى التي وصلتنا حول هذا المرض في كثير من البلاد العربية، وكثيرٍ من الناس عندهم مظاهر الرّهاب الاجتماعي، ولكن لا يعرفون هذا المُسمَّى، وليست حالة التسمية مهمة، ولكن الرَّهبة في الكلامِ هي الشيء المهم؛ إذ حينما يتلعثم الإنسان في الكلام، والتَّلعثم مَظهرٌ من مظاهر الرّهاب الاجتماعي، وكذلك احمرار الوجه، وكثرة الألم في أماكن كثيرة من الجسم في وقت واحد أو انتقال الألم من مكان إلى مكان بسرعة، والإحساس بالضِّيق، والرغبة في فَتحِ النوافذ حتى مع هطول الأمطار، كل تلك هي مظاهر تدل على مرض: "الرّهاب الاجتماعي"، وكذلك - أيضا - كثرةُ نبضات القلب وسرعتها، وخاصة عندما يتلقى الإنسان الأوامر كالأمر - مثلا - بالنزول للمدرسة، أو العمل فإنَّ المريض بهذا المرض يخشى، ويرهب، ويحبس نفسه، لا يزور أحدا، ويصبح مريض الرّهاب الاجتماعي حبيس بيته.
إنَّ كثيرًا من الناس الذين استفحل مرضُ الرّهاب الاجتماعي والخوف عندهم، وزاد الفزع عندهم جعلهم لا يُكملون الدِّراسة كأحد هؤلاء المرضى في كلية الطب، الفرقة الرابعة، وعنده 42 سنة، وأصحابه أصبحوا عمداء كليات - ولا حول ولا قوة إلا بالله - هذا أحد مظاهر الرهاب الاجتماعي وأثره وخطره على نفس الإنسان.
مع ملاحظة أن الأمور التافهة قد تكون سببا في الرّهاب الاجتماعي؛ فلو أنَّ قَلَمًا وَقَعَ وَأَحْدَثَ ضَجَّةً يشعر الإنسان المريض، وكأنَّ قُنبلةً قد انفجرت، ويكون رَدّ فعله رَدّ فِعلٍ مُبالغا فيه جدًا، ومنهم من إذا رأي صُرصورًا، أو نملة كأنَّ هناك زلزالاً قد دَكَّ البيت، وهم يحبسون أنفسهم داخل بيتهم، وتنتابهم حالة من اليأسِ والإحباطِ لا أمل لهم في الحياة، ينتظرون في البيت، فإما أن ينتظروا الموت أو ينتظروا الفرج، وهذا الشُّعورُ باليأسِ الشَّديد يُوَلِّد عنده حالة من الشعور أنه سيموت في مكانه.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض