جدد قلبك (25) القلب صاحب المنازل لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير

الرئيسية المقالات مقالات دينية

جدد قلبك (25) القلب صاحب المنازل لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير


القلب صاحب المنازل أي الذي دخل في المرحلة تنافسية مع نفسه
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمونْ}.
قال صلى الله عليه وسلم: «يقال لقارئ القرآن، اقرأ وارق وارتق، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها».
أنت الذي تصنع المنزلة في الآخرة بنفسك
فإذا كنت من أهل القرآن، فأنت من أصحاب المنازل
{والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم}. أين منزلتك؟
«من غدى إلى المسجد أو راح، أعد له الله له من الجنة نزلًا، كلما غدى أو راح».
المنازل رقم واحد مربوطة بتلاوة القرآن، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها.
الذي يقرأ ويتعهد القرآن منزلته معروفة عند آخر آية مات عليها
وبالتالي وجب على كل مسلم ومسلمة أن يكون له ورد يوميًّا في التلاوة، لا يقل عن جزء واحد يوميًّا ولن يستغرق في تلاوته سوى 20 دقيقة
{إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًّا وعلانية، يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، إنه غفور شكور}.
الإنسان يوفّى الأجر، يوم القيامة على قدر خدمته للقرآن، على قدر حبه للصلاة، على قدر تعلقه بالمساجد
رجل قلبه معلّق بالمساجد، ولم يقل رجل قدماه معلقتان بالمساجد، ذكر القلب بكونه المحرك القوي المؤثر في باقي الجسم.
منزلتك يوم القيامة بكل مكان يصله الوضوء، فإن الأمة مع الغرّ المحجلين يوم القيامة، في رفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
القلب صاحب المنازل، هو الذي ظل يرقى بصاحبه فلم يقنع بالقليل من العبادة
وإنما دخل في باب جميل، هو باب المسارعين إلى الله
{إنهم كانوا يسارعون في الخيرات، ويدعونا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين}.
القلب صاحب المنازل، هو الذي تفوق على غيره فصارت له دموع قريبة
لأن قلبه رقيق كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن سيدنا الصديق رضي الله عنه.
القلب صاحب المنازل، هو القلب الخاشع، «رجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه».
القلب صاحب المنازل، هو القلب الباكي، هو القلب الخاشي، هو القلب الخاشع، هو القلب المتودد إلى الله، تودد إلى الله سبحانه وتعالى.
ولذا سيكون الدرس القادم سيكون القلب المتودّد إلى الله عز وجل.
القلب صاحب المنازل هو القلب الذي لا يُشتت، ولا يتذبذب، ولا يتمعّض، ولا تأخذه الدنيا فتنزل به إلى الأحراش، وإنما تأخذه الآخرة فتصعد به إلى الملأ الأعلى، كي يكون مع الملأ الأعلى، في حالة من الخشوع، في حالة من التبتّل
{واذكر اسم ربك وتبتّل إليه تبتيلًا}.
القلب صاحب المنازل، هو قلب متبتّل، لماذا متبتل، لأنه لا بد أن يدخل ميدان الخلوة، حتى لو كان شيئًا قليلًا، لو كان شيئًا بسيطًا يتودد به إلى الله عز وجل
{قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم، فقد كذبتم فسوف يكون لزامًا}.
القلب صاحب المنازل، هو الذي يعلو بصاحبه، وصاحبه يعلو بنفسه، إذا طلب شيئًا من الدنيا، فإن طلباته في الدنيا قليلة، يكفيه القليل، {قل متاع الدنيا قليل}
أما في الآخرة، فإنه منهوم، لا يشبع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثنان ملهومان، طالب علم، وطالب مال»
إن الذي يطلب العلم يظل يتعلم وكلما تعلم ازداد علمًا وكلما ازداد علمًا ازداد فهمًا، وكلما ازداد فهمًا ازداد قربًا {وقل ربي زدني علمًا}
القلب صاحب المنازل، هو قلب يتجدد يومًا بعد يوم، يكتسب علمًا يكتسب أدبًا، يكتسب فخارًا
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسن والجاهلون لأهل العلم أعداء، ففز بعلم تعش به أبدًا، الناس موتى وأهل العلم أحياء.
ابحث عن القلب الذهبي صاحب المنازل، قلوب الصالحين، قلوب العارفين لها عيون، ترى ما لا يراه الناظرون، وأجنحة تطير بغير ريش إلى ملكوت رب العالمين
ففز بعلم تعش به أبدًا، الناس الموتى وأهل العلم أحياء
الناس على دين ملوكهم
في عهد سليمان بن عبد الملك الخليفة السابق على عمر بن عبد العزيز، كان الناس يسألون بعضهم بعضًا كم بيتًا لك، كم أرض لك، كم جارية لك
وفي عهد الوليد بن الملك الذي سبق سليمان، كان الناس يسألون عن النساء وعن الدراهم وعن المال
فلما تولى الخليفة عمر بن عبد العزيز كان الناس يسألون عن صلواتهم، عن صيامهم، عن زكاتهم، عن أذكارهم، عن قرآنهم فالقلب صاحب المنازل هو قلب مهموم بالدرجات العلى.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض