معجزاته صلى الله عليه وسلم:
أما
معجزته الخالدة التي بنيت عليها الدعوة، فالقرآن الكريم. ومن معجزاته الحسية: انشقاق
القمر، ورحلة الإسراء والمعراج، وازدياد الطعام والماء القليل. وشفاء المرض. وشهادة
الشجر برسالته صلى الله عليه وسلم. وشهادة الحيوان وانقياده. وإرسال الرياح
والجنود على الأحزاب، وكفاية الله له أعداءه، وعصمته من الناس، وإخباره بالغيوب، وإجابة
دعواته صلى الله عليه وسلم.
وأما صفاته صلى الله عليه وسلم:
وكان
طويل الصمت، قليل الضحك، وإذا ضحك وضع يده على فيه، وإذا تكلم تبسم. يجلس، ويأكل
على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، على خبز الشعير. وكان إذا مشى لم يلتفت، وإذا
التفت التفت جميعا، يتكفّأ في مشيه كأنما ينحط من صبب. وإذا اهتم لأمر أكثر من مسّ
لحيته. وإذا أراد غزوة ورى بغيرها. فيه دعابة قليلة، وإذا مزح غض بصره. في كلامه
ترتيل وترسيل. شديد الحياء. ضخم الرأس واليدين والقدمين. ليس بالطويل ولا القصير.
سبط الشعر. لونه أسمر، وخلقته تامة، وعيناه سوداوان، وفي خديه حمرة. متواضع في غير
مذلة. يمسح رأسه ولحيته بالمسك، ويرسل شعره إلى أنصاف أذنيه، ويلبس قلنسوة بيضاء.
وما صافحه أحد فترك يده حتى يكون ذلك هو الّذي يترك يده. وكان يخيط ثوبه، ويخصف نعله،
ويجالس المساكين. وكان خطيبا أوتي جوامع الكلم إذا خطب (في نهي أو زجر) احمرت
عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش، وإذا خطب في الحرب اعتمد على قوس،
وفي السلم على عصا.
وكان صلى
الله عليه وسلم شجاعا بطلا - قال علي بن أبي طالب: كنا إذا اشتد البأس اتقينا
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أقربنا إلى العدو - ولكنه لم يقتل بيده إلا
رجلا واحدا حاول قتله صلى الله عليه وسلم فسبقه بطعنة في لبته.
وأما
أسرته (صلّى الله عليه وسلم) فإن زوجته الأولى (خديجة) استمرت معه وحدها إلى أن
توفيت (سنة 3 ق هـ وقد ولدت له: (القاسم) و (عبد الله) و (زينب) و (رقية) و (أم
كلثوم) و (فاطمة). ومات القاسم وعبد الله صغيرين، فلم يبق له ولد ذكر، فتزوج بعدها
أربع عشرة امرأة دخل باثنتي عشرة منهن، وتوفي وعنده تسع، ولم يولد له غير إبراهيم
(من سريته مارية) ومات إبراهيم طفلا لم يبلغ سنتين.
وتوفي
جميع أولاده صلى الله عليه وسلم في حياته إلا ابنته فاطمة، وكان قد تزوجها ابن عمه
علي بن أبي طالب، فولدت له (الحسن) و (الحسين) فانحصرت فيهما نسبة كل منتسب إلى
رسول الله. وولدت ولدا ثالثا سمته محسنا، مات صغيرا.
وكان
للنّبيّ صلى الله عليه وسلم كُتّاب يملي عليهم، لأنه لم يتعلم الكتابة، وحرّاس
اتخذهم، حتى أوحي إليه: (وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) فتركهم، ومؤذنون،
وسيافون، ورسل، وشعراء، وخطباء، وخدم، وخيل، وبغال وإبل، وسلاح كثير من سيوف ودروع
وقسي ورماح، وغيرها.
وكان عدد
صحابته صلى الله عليه وسلم يوم توفي (000 , 124) صحابي.