كيف استطاع الرسولُ صلى الله عليه وسلم أن يؤسس أصلَ الطب الذي تعيش عليه البشرية؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

كيف استطاع الرسولُ صلى الله عليه وسلم أن يؤسس أصلَ الطب الذي تعيش عليه البشرية؟

كيف استطاع الرسولُ صلى الله عليه وسلم أن يؤسس أصلَ الطب الذي تعيش عليه البشرية؟
الإسلام يقوم على التوحيد وعلى العقيدة، وقلت لك، هذه الضوابط تبدو جليَّةً في جوانب الطب النبوي عند النبي الكريم صلوات ربي وسلامُه عليه؛ فالإسلام اشترط في الطبيب المسلم: (الإسلامَ، وسلامَ القلب مع الناس، ولا يقوم بالمهمة إلا مَن يَقدِر عليها)، ويقوم الطبُّ في الإسلام على دفع الضرر في الأساس، ثم بعد ذلك جلبُ المنفعة، والإسلام يرى أن العمل الطبِّي عمل واجبٌ؛ أي مَن تمكَّن منه فواجبٌ عليه وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ) ولقوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» إذن النبيُّ الكريم صلى الله عليه وسلم يُحبِّب إلينا المبادرة بالتطيُّب والتطبِيب فهذا واجب على كل مسلم، كما أخبَر النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكل هذا لا يتنافى مع العقيدة، بل إنه جزءٌ من صلاح العقيدة ومن تمام العقيدة ومن قوة الإيمان بالله عز وجل.
وأما الذين يحتجون بأن التوكل على الله تعالى يتنافى مع طلب الطب والتطبيب فهذا غير صحيح. وأما الذين يحتجون أن الطب في الإسلام قليل الفائدة فهذا غير صحيح، وأما الذين يحتجُّون أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان مُشَرِّعًا ولم يكن طبيبًا؛ فنقول لهم: النبيُّ صلى الله عليه وسلم كان مُشَرِّعًا بالفعل ولكنّ اللهَ تعالى أعطاه القدرة على نفع الناس، وعلى أن يُغِيثَ الناسَ عندما يطرقون بابَه وبيتَه وقلبَه الشَّريف صلى الله عليه وسلم.
أيها الكرام دروسٌ جميلة ومعاني جليلة وألفاظٌ هادئةٌ ورُوحٌ طيبة أسألُ اللهَ الملِكَ أن يجمعَنا وإياكم في هذه الدنيا على محبته، وعلى مَرضاته وعلى حُبِّهِ، ويومَ القيامةِ في دار مثوبته.
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض