التجديد الفقهي في عصر التابعين

الرئيسية المقالات مقالات دينية

التجديد الفقهي في عصر التابعين

التجديد الفقهي في عصر التابعين
سار التابعون في التجديد الفقهي على منهج الصحابة، وكثر المفتون في الأمصار الإسلامية العديدة في المدينة ومكة والبصرة والكوفة والشام والقيروان والأندلس.
ويتميز فقه عصر الصحابة والتابعين بالتالي:
أ – السعي إلى تجديد تجديد الأحكام إما لأنها خير للأمة أو لأنها توافق علل الأحكام المنصوص عليها: كقتل الجماعة بالواحد، والحكم بالدية بعد عفو أحد أولياء الدم.
ب – تغيير بعضًا من الأحكام في الظاهر وربطها بالمعنى الحقيقي لها أو المغزى والعلة للحكم المنصوص عليه: كإيقاف عمر سهم المؤلفة قلوبهم ، وتقدير الدية نقدًا بدل الإبل، وإباحة التقاط الإبل الضالة.
ج – ترك بعض الأحكام الثابتة بالكتاب أو السنة؛ دفعًا لمفاسدها الخطيرة بعد أن تغير الزمن، كترك تقسيم الأراضى بالعراق، ورأى عمر في ترك زواج الكتابيات.
د – استحداث بعض الأحكام الحازمة والزاجرة التي اقتضتها الظروف وتغير الزمن، مثل حكم عمر بإمضاء الطلاق الثلاث بلفظ واحد .
ثالثًا: التجديد الفقهي في عصر المذاهب وما بعده:
حيث نشأت مدرسة الحديث في المدينة، ومن أعظم أئمتها: ابن عمر وزيد وعائشة رضي الله عنهم، ومدرسة الرأى بالعراق أو الكوفة ومن أئمتها: ابن مسعود رضى الله عنهم أجمعين.
والتزمت مدرسة الحديث في الغالب بالتزام النصوص، وكراهية السؤال عما لم يقع لتعلقهم بالآثار متأثرة بالبداوة.
وقد عرف عبد الله بن عمر رضي الله عنه بحرصه على تتبع آثار الرسول صلى الله عليه وسلم والاعتزاز به، وتلاه الفقهاء السبعة بالمدينة، وهم: ابن المسيب، وعروة ابن الزبير، والقاسم بن محمد، وخارجة بن زيد، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وأبان بن عثمان، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام، وسليمان بن يسار، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
وجعلت مدرسة الرأى أحكام الشرع معقولة تدور مع عللها وجودًا وعدمًا.
وظهرت المذاهب الأربعة في هذا العصر، وعلى رأس كل مذهب إمام ومن أدلة تجديد الفقه الإسلامي في هذا العصر ظهور مذهب الشافعي الجديد في مصر واسمه (المبسوط) الذى اشتهر بعد ذلك بكتاب (الأم)، وترك مذهبه القديم الذي ألفه في العراق، واسمه (الحجة)، وذلك لاطلاعه على أحاديث جديدة، وعادات وأعراف المصريين التي كانت مختلفة بالطبع عن طبائع المجتمع الحجازي ، كما أنه وقف على أدلة جديدة في الفقه لم تكن حاصلة له من قبل؛ حيث قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة : ((لا أجعل في حل من روى عنى كتابي البغدادي)).
ثم تتابع بعد ذلك المجتهدون على فترات من الزمن فظهرت كتب ابن تيمية والعز بن عبد السلام ، وابن دقيق العيد، وابن سيد الناس، وزين الدين العراقي، وابن حجر العسقلاني، والسيوطي، رغم أن البعض يرى أنه بعض الفقهاء بعد ظهور المذاهب بدأ الاجتهاد في الخفوت والتراجع، وادعى بعضهم خلو الأزمنة من المجتهدين.
رابعًا: الاجتهـاد الفقهي في العصر الحديث:
في العصر الحديث ظهر تطور عظيم في كل المجالات والعلوم، فكان على المؤسسات الفقهية أن تضع حلولًا فقهية لما يستجد من أحداث ونوازل، ولقد قامت المؤسسات الفقهية في الدول الإسلامية بدور كبير لوضع التكييف الفقهي لهذه الأحداث عن طريق باب الاجتهاد والاستنباط، فقد صدرت قرارات وتوصيات لكثير من المسائل المستجدة كحكم طفل الأنابيب، وبنوك الحليب، والتأمين، وإعادة التأمين، الإحرام بالطائرة، وزرع الأعضاء، وبنوك الأعضاء، وزراعة الأعضاء التناسلية، والمناقصات، والاستنساخ ، والبورصة، وتشريح جثث الموتى، تقرير الوفاة برفع أجهزة الإنعاش، نقل الدم، إسقاط الجنين المشوه خلقيًّا، الذبح الماكينى، وغيرها الكثير من المسائل المتجددة

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض