الاتجاه المؤيد لتجديد الخطاب الديني

الرئيسية المقالات مقالات دينية

الاتجاه المؤيد لتجديد الخطاب الديني

الاتجاه المؤيد لتجديد الخطاب الديني
. ويَرى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن التَجْدِيد خَاصَّةٌ لازمةٌ من خواصِ دينِ الإسلامِ، نَبّه عليها النَّبيُّ ( صلى الله عليه وسلم ) في قَولِه الشَّريف: ((إنَّ اللهَ يبعثُ لهذِه الأمَّة عَلى رأسِ كلِّ مئة سنةٍ مَن يجدِّد لهَا دينها))، وهذا هو دليل النَّقل على وجوبِ التَجْدِيد في الدِّين، أما دليل العقلِ فهو ((أننا لو سلمنا أن رسالة الإسلام رسالة عامة للناس جميعا، وأنها باقيةٌ وصالحةٌ لكل زمانٍ ومَكانٍ، وأنَّ النُّصوصَ مَحدودةٌ، والحَادثَات لا محدودة ؛ فبِالضَّرورةِ لا مَفرَ لك من إقرارِ فَرضيَّة التَجْدِيد آلة محتمة لاستكشافِ حُكم الله في هذه الحَوادثِ)). وفي مؤتمر دار الإفتاء المصرية عام 2018 م الذي جاء بعنوان ((التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق)) جاءت أهم رؤوس المحاور كالتالي: 1-التجديد واجب ديني وضرورة حياتية. 2-هناك أدوار جديدة معاصرة يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تنمية الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية. 3-وضع ضوابط محددة للتعامل مع التراث الإفتائي. 4-التنبيه على خطورة تنزيل فتاوى تاريخية على غير زمانها أو موضوعها. 5-المطالبة بنقل مجال الإفتاء إلى مجال إيجابي ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات، ويشارك في البناء والتعمير. وجاءت أهم التوصيات : 1-التجديد الرشيد هو أنجح وسيلة للرد على دعاوى المتطرفين على كل المستويات. 2-التأكيد على أن الإجابة عن أسئلة العصر المتجددة وقضاياه الجديدة جزء لا يتجزأ من عملية التجديد لا يجوز التواني فيه. 3-نشر ثقافة التجديد، انطلاقا من أن التجديد منظومة متكاملة. 4-الدعوة لتفعيل جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم كتفعيل الميثاق العالمي للإفتاء ومؤشر الإفتاء العالمي. 5-الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة في الفتوى. 6- التجديد في قضايا الإفتاء شكلا وموضوعا، واستحداث آليات معاصرة للتعامل مع النوازل والمستجدات لتشمل -مع الجانب الشرعي- تحليل الأبعاد النفسية والاجتماعية. وأكدت دار الإفتاء المصرية في يوم الأحد – 30 شهر ربيع الأول 1442هـ 15 نوفمبر 2020 أن «المؤسسات الدينية في مصر، لا تحتكر تجديد الخطاب الديني؛ بل هو مسؤولية الجميع»، مشيرة إلى «التوسع في الاستعانة بالعديد من الاختصاصات الطبية والاقتصادية والنفسية للحفاظ على الثوابت وهو ما يتم فعله عند إصدار الفتاوى». وفي مؤتمر جديد لدار الافتاء المصرية في 28/12/2020، أكد فضيلة المفتي (تجديد الخطاب الديني) ضرورة حتمية حتى تؤدي المؤسسة الدينية العريقة واجب الوقت على الوجه الذي ينبغي. والتعقيب على هذا الاتجاه المؤيد للتجديد الديني أنه يمثل الرأي الوسطي المعتدل في الشريعة الإسلامية، وتعدد الاجتهادات عند السلف الصالح، وعلماء الفقهاء الكبار الذين لم ينغلقوا على أنفسهم، بل جددوا في الموضوعات والفتاوى، وراعوا طبيعة كل عصر ومستجداته، ولعل اتجاه دار الإفتاء المصرية المؤيد بشدة للتجديد الفقهي والديني يمثل مدى الحاجة إلى مسايرة العصر بفقه النوازل، وفقه الواقع، وفقه البدائل، وفقه ما يعرف بالأقليات الإسلامية. حجج الفريق المؤيد لتجديد الخطاب الديني: إذا أردنا بالفعل تجديد الخطاب الديني وإدخاله في وعي الإنسان المعاصر، فمن الضروري أن يسير هذا الخطاب في خط العقلانية والعدالة والرحمة والواقعية وتجسيد الإيمان في فضاء المجتمع، ويكون التجديد من خلال التحرّك برؤية جديدة لفهم النصوص الدينية وفق معطيات الحضارة الحديثة، لنأخذ على سبيل المثال مبدأ «العدالة»، فالتمعن في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية يكشف لنا أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يأت بتعريف جديد لمفهوم العدل خارج الإطار الذي كان يفهمه المجتمع آنذاك، أي أن مفهوم العدالة في القرآن والسنة كان متطابقا مع ما كان يفهمه أهل ذلك العصر من ألفاظ كهذه، والسؤال المطروح هنا: هل مفهوم العدالة الحديث يتطابق مع مفهوم العدالة في عصر النبي؟ وبالتالي لو كنا بصدد إجراء تعديلات أو تغييرات في العصر الحالي على نسق العلاقات الاجتماعية الحالية أو التزامنا للعدالة بالمفهوم الحديث للمجتمع المدني.. فهل خالفنا مبدأ من مبادئ الرسالة المحمدية؟ وعليه فقد تقرر في عالمنا المعاصر أن تكون حقوق الإنسان مثلاً هي المعيار للعدالة، وبالتالي فإن الخطاب الديني لا يمكن أن يتجاهل علاقته بهذه المسألة كما أن المبررات التي انطلقت منها دار الإفتاء المصرية لا تخرج قيد أنملة عن ثوابت الشريعة الإسلامية الغراء، ولذا عندما نعيد قراءة مقررات دار الإفتاء المصرية في المؤتمرات السابق ذكرها يتبين له أن الاجتهاد الفقهي وإعمال العقل، والاستنباط الفقهي، يساير المذاهب الاربعة في هذا القياس والاستحسان والعرف عند أبي حنيفة، وفي المصالح المرسلة، وسد الذرائع عند الإمام مالك، وغير ذلك مما أوضحته في كتابنا: ((الاجتهاد الفقهي والاختلاف المذهبي)) المطبوع قبل ربع قرن في مكة المكرمة العاصمة المقدسة، ولله الحمد.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض