فتوى : ما عاقبة من يتعدى على والديه أو على أحدهما؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

فتوى : ما عاقبة من يتعدى على والديه أو على أحدهما؟

ما عاقبة من يتعدى على والديه أو على أحدهما؟
أعزكم الله ،وأحبكم، ورفع شأنكم، وأعلى ذكركم
حرم الله تعالى عقوق الولدين تحريماً مشدداً (حرم عليكم عقوق الأمهات) ومن عق والديه لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ومن الكبائر سب الوالدين أو تعريضهما للسب واللعن من الآخرين.
ومن مجموع الأحاديث النبوية الشريفة نتعلم فضل بر الوالدين وصلتهما وتأكيد طاعتهما والإحسان إليهما وبر أصدقائهما من بعدهما، وتأكيد طاعتهما على الجهاد فى سبيل الله، وقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوى يبكيان، فقال: ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما.
وقال لغيره (صلى الله عليه وسلم ): هما جنتك ونارك. أى أنهما سبيلك إلى الجنة أو إلى النار، فجاهد فيهما فمن بر والديه طوبى له زاد الله فى عمره "أى فى بركة عمره" وفى المقابل قال (صلى الله عليه وسلم ) (معلون من عق والديه) والذى نتبينه أن من أعظم الكبائر مقابلة عطف الوالدين بعقوقهما إو إهانتهما وكسر خاطرهما وإهمالهما، فمن أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يغفر له فأبعده الله تعالى.
وقد قال صلى الله عليه وسلم :"رضا الله فى رضا الوالدين، وسخط الله فى سخط الوالدين".
وقال صلى الله عليه وسلم : "كل الذنوب يؤخر الله منها ما يشاء إلي يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإن الله تعالى يعجله لصاحبه فى الحياة الدنيا قبل الممات".
وقد ذكر الإمام المنذرى عن العوام بن حوشب رضى الله عنه : إنه شاهد مقبرة تنشق عن صاحبها بعد صلاة العصر، فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق القبر.. فلما سأل عن عمله علم أنه كان يؤذى والدته ويشتمها.
والذى نؤكد عليه أن الذى يستهين بحرمة والديه ويؤذيهما بإحدى الصور السابقة هو إنسان مهزوز العقيدة، محروم من رحمة الله تعالى، مطرود من أبواب مغفرته، لا يؤمن أنه ما يفعله بأبيه من بر وعقوق سيعود عليه كما فعل، فهو لا يؤمن بالغيب ولا يصدق بالقدر، وتلزمه توبة عاجلة تغسل قلبه، وتحرك وجدانه وتذكره بعقابه تعالى فى الدنيا والآخرة، وأمامه فرصة عظيمة للعودة والأوبة ببر والديه والترفق بهما:
{وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (الأعراف:153).

نسألك يا ربنا قبل الموت توبة، وعند الموت شهادة، وبعد الموت جنة ونعيماً.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض