رأي هرقل في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
من كتاب مناظرات ايمانية لفضيلة الاستاذ الدكتور احمد عبده عوض الداعية والمفكر الاسلامى
الملحد يسأل هرقل: ما رأيك في محمد هذا؟
هرقل يجيب على الملحد قائلا: كان العالم يترقبه، وذات يوم قال لي المترجم إن هناك رجلا عربيا بدويا اسمه: أبو سفيان بن حرب، وكنت أيامها في الشام، فقلت لهم: أدخلوه عليَّ فسألته: أي أنَّ هرقل يسأل أبا سفيان، ويقول له: حدثني عن هذا الرجل الذي ظهر فيكم، وأرسل إليكم؟
الملحد يسأل هرقل، ويقول له: ماذا قلت عندما أنهيت أسئلتك لأبي سفيان بن حرب؟
هرقل يجيب: (وددت أن أكون عند هذا النبي، وأجلس عند قدميه)، وفي بعض الروايات: (حتى أغسل له قدميه)( ) والروايات في صحيح البخاري.
الملحد يسأل هرقل: هل أسلمت يا هرقل؟!
هرقل يجيب: قلبي أسلم، ولكنهم ضغطوا عليَّ بعد ذلك، ضغط عليَّ القساوسة وعلية القوم، فاضطررت إلى التراجع، ولكنني مت وأنا معتقد في الإسلام دون أن أرى نبي الإسلام.
فضيلة الدكتور يعقب: أحبتي الكرام، هذه محاورات عالمية؛ فهرقل أوشك - فعلا - أن يسلم، والدكتور يسأل: هل كان هرقل عظيم الروم في حاجة إلى نبي؟ ثم يوجه السؤال إلى هرقل قائلا له: ما رأيك يا هرقل؟
هرقل يجيب: نعم؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يأتي من الله، ومعه معجزات من الله وأنوار وأسرار من الله والوحي يأتي إليه من الله.
مميزات النبي صلى الله عليه وسلم
الملحد الثاني يسأل فضيلة الدكتور: بماذا يتميز النبي صلى الله عليه وسلم؟
فضيلة الدكتور يجيب على الملحد: إن النبي صلى الله عليه وسلم يتميز بشيء واحد، وهو أنه من عند الله، يقول تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ﴾ [فصلت:6]، وهكذا فإن ما يميز النبي صلى الله عليه وسلم هو شيء واحد وهو أنه يوحى إليه من قِبَلِ رَبِّهِ تعالى.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: إن البشر صديقي الملحد يعيشون بأدمغتهم، وبالأحرى يعيشون على مزاجهم، يشتطون أحيانا، يضلون أحيانا، يهتدون أحيانا، ولكن في جميع الأحوال في كل مكان نحتاج إلى معلم كبير، ونحتاج إلى قائد ولولا هذا القائد ما كان للسفينة أن تصل إلى برّ الأمان.
الملحد الثاني يسأل فضيلة الدكتور: لماذا يجب علينا اتباع الأنبياء؟
فضيلة الدكتور يقول: لأنهم أصحاب رسالة، وليس عندنا كبشر رسالة مثلما بعثهم الله بها؛ فالتوراة جاء بها سيدنا موسى، والإنجيل جاء به سيدنا عيسى والقرآن جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: هل هناك غير هؤلاء جاء بالتوراة أو الإنجيل أو القرآن؟!
الملحد يجيب على فضيلة الدكتور، ويقول: (لا).
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: من أين أتوا بها إذن؟
الملحد يجيب: من السماء.
فضيلة الدكتور يقول للملحد: هذه التوراة التي جاء بها موسى عليه السلام من الله تعالى، هل كان هناك تعليمات مثلها في دنيا البشر قبل أن يبعث موسى عليه السلام؟
الملحد يجيب ويقول: (لا).
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: القرآن الذي نزل على سيدنا محمد، هل كان هناك قرآن قبل مجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
الملحد يجيب: (لا).
فضيلة الدكتور يسأل الملحد: لماذا أنت معترض إذن؟
الملحد يجيب: لأن الأنبياء يعيشون كما يعيش الناس؛ يمشون في الأسواق، يأكلون، يتناكحون، ولا أرى أنَّ لهم فصلا.