سبحان من له
الجلال والكمال
{قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا
يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ
فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ (89)} المؤمنون
والصلاة والسلام على صاحب الوجه الأنور والجبين
الأزهر وصاحب الشفاعة العظمى
أعوان الخير ثلاثة: أعوان الزمان وأعوان المكان وأعوان الرجال
إذا كان الزمان مباركا مثل ليلة القدر ووجدتك
نائما فالبطارية فارغة
أعوان الرجال يعني صحبة العلماء الأفاضل وصحبة
الأخوة الصالحين ورفقة أهل الإيمان (هارون أخي)
ابن القيم يقول:
ليس الرفيق الذي يمنحك مالا وإنما الذي تعطي له أذنيك لكي يصب فيهما العلم والحكمة
الذي هو هارون أخي اشدد
به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا قال قد
أوتيت سؤلك ياموسى
لعلنا تكلمنا في
برنامج أصحاب المناقب عن الإمام الحسن البصري إمام الزهد في العالم
كان هناك ثلاثة
يبحثون عن الذهب المعروف واستقر بهم المقام عند بيته قدرا
إذا أراد الله
أمرا هيأ له الأسباب فدخلوا إلى بيته ولا يعرفون أنه عالم منور
ليس كل العلماء
منورين فهناك من نور الله تعالى به قبل أن يتكلم وكثير ما هم
لما شاهدوا
الإمام جاءهم ماس كهربائي
دخلت ذات مرة
على أحد المحافظين وكنت على طبيعتي فوقف الرجل ماذا أفعل لك وظل إلى أن ترك المنصب
يتكلم عن دخلتي عليه ولم أتكلم وقتها فقلت له جزاك الله خيرا
فجلسوا مع الحسن
البصري ثلاثة أيام فقال لهم ابحثوا عن الذهب فقالوا وجدنا الذهب أنت الذهب
الشيطان ذات مرة
حاول أن يقترب من قلوب أحد الصالحين فصعقه نوره فأغمي عليه فطلب له الإسعاف فقال
صعقه نور قلب عالم مسلم
قال النبي صلى
الله عليه وسلم: قوم يأتون بعدي من أمتي عمل أحدهم بخمسين فقالوا يا رسول خمسين
منا أم خمسين منهم؟ فقال بل خمسين منكم
فقال أنتم تجدون
على الخير أعوانا أما هم فإنهم لا يجدون على الخير أعوانا
عمل الواحد منهم
بخمسين من الصحابة
قال النبي صلى
الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل ومن الغرباء يا
رسول الله؟
فقال الذين
يستنون بسنتي عند فساد أمتي
المساجد الآن في
ليلة القدر مليئة بالخيرات وبالشباب الصالح المعتكفين فترى هل يستمرون على هذا
النور أم يسلب منهم النور بعد العيد؟
الطاعة لها
أنوار ولها أخوات
الإنسان عندما
يشد للطاعة المهم أنه عندما يشد إليها يبقى فيها
من ساق الله
تعالى إليه عملا صالحا في مكان صالح ولم يغتنم من أنواره وأسراره فهو محروم من
رحمة الله تعالى
كان مالك بن
دينار يقيم الليل وهم رهبان الليل أقل تسبيح لأحدهم في ليلة عشرة آلاف مرة
شوهدت بيوتهم
منورة قبل اختراع النور لأنهم جلسوا مع النور والنور هو الله تعالى
نزل لص على بيت
مالك بن دينار وهو يقيم الليل واللص يبحث فلم يجد شيئا سوى جفنة يتوضأ فيها ولم
يلتفت الشيخ إليه
فظل اللص جالسا
ينتظر أمر الله فيه فسلم الشيخ ونظر إليه فقال له إذا أردت الدنيا فليس عندي منها
شيء وإذا أردت الآخرة فتوضأ وصلي معي فدخل واغتسل وصلى ركعتين ذاق فيهما حلاوة
الإيمان
كنت في حالة
إيمانية عالية وكانت الأنوار تنسيني الزمان والمكان في صلاة التسابيح ثم اقترب
الفجر فأخذه إلى مسجد الكوفة الكبير وبعد الصلاة اجتمع الناس حوله فقالوا له أنى
لك بهذا النص؟
فقال كلمة تكتب
بماء الذهب: هذا الرجل جاء كي يسرقنا فسرقناه
جاء كي يسرق
الدنيا ما وجدها فسرقناه إلى حب الله تعالى
جاء كي يسرقنا
فخلعناه ملابس الإجرام وألبسناه ملابس الإحرام
وقرآن الفجر إن
قرآن الفجر كان مشهودا
الملائكة تأتيك
الفجر وتسجلك في الدفاتر
أين أنت عندما
نادى عليك الملك: هل من مستغفر فأغفر له؟
عندما نادى عليك
الملك ففتح لك الأبواب تحت عنوان "والله يريد أن يتوب عليكم"
كان الرجل يأتي
النبي صلى الله عليه وسلم مذنبا فانظر إلى أعوان الخير
جاء في البخاري
أن رجلا أصاب حدا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قبيل صلاة العصر فقال يا رسول
الله أصبت حدا
فقال له النبي
اذهب فتوضأ فصلي ركعتين وصلى العصر مع سيدنا ثم أتى النبي فقال له لقد جئت وصليت
وتوضأ وصليت معنا العصر فاذهب فقد غفر الله تعالى لك
أتى النبي صلى
الله عليه وسلم وقال يا رسول ما من ذنب إلا فعلت وما من غدرة إلا غدرت
فقال النبي صلى
الله عليه وسلم قل سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر فقالها خلف النبي فقال له اذهب فقد غفر الله لك
فقال الرجل
وغدراتي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم غفرها الله تعالى لك
فخرج الرجل
يقول: ما أجمل كرمك يا الله ما أجمل جودك يا الله ما أجل إحسانك يا الله
الإنسان الآن
ينتظر جبريل عليه السلام وفي حالة إيمانية: لو أن أهل الجنة فيما نحن فيه الآن
إنهم لفي نعيم مقيم
نحن الآن في
نعيم وفي نعمة لو جالدنا عليها الملوك بالسيوف لجالدناهم
الله تعالى
يعرضك لأنوار ونفحات وكرامات غيرك محروم منها
إذا هبت رياحك
فاغتنمها .. فإن لكل خافقة سكون
ولا تغفل عن
الإحسان فيها .. فإنك لا تدري السكون متى يكون؟
أعوان الخير في
رمضان أربعون كل واحد منها يعطي الإنسان كنزا
أنت تخرج من
رمضان ومعك أربعون كنزا
أنت الليلة حصلت
عشرين كنزا
ليلة القدر من
أعوان الخير لأنها أدخلتك إلى مرحلة الغسيل التي لن تغسل إلا بها
{إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ
مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3)
تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ
(4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} القدر
نحن هنا منذ خمس ساعات هل شعر أحدهم بإرهاق؟ هل
رمشت عينا أحدكم؟
نعيمي خلوتي مع الله تعالى
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8)} المزمل
الإيمان كما شبهه النبي صلى الله عليه وسلم
عبارة عن ظلة
كل واحد فينا
الآن مستظل بظلة
الظلة يعني النور الذي يأتيك من النبي صلى الله
عليه وسلم
قال النبي صلى
الله عليه وسلم لأسيد بن حضير من كبار الأنصار وكان يقرأ سورة الكهف وابنه يحيى
بجواره والفرس بجواره
كلما قرأ فإن
الفرس يتحرك فشاهد ظلة تقترب من السماء فخشى على ولده يحيى فسكت وليته ما سكت
فقص على النبي
صلى الله عليه وسلم فقال له تلك السكينة ولو قرأت ما تستر منهم أحد
الملائكة يبحثون عن أمثالكم والسكينة تمهيد لنزول جبريل عليه السلام تلك السكينة
الحالة الطيبة التي تزيد الإنسان قوة ولاغبة في الطاعة
أبو حنيفة
النعمان كان يصلي الفجر بوضوء العشاء
كان الشافعي في
رمضان يختم القرآن الكريم ستين ختمة لأنه يجد على الخير أعوانا وهو رمضان وقلبه
حاضر موصول بالله تعالى
{أُولَٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن
ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩
(58)} مريم
إذا بكيت مرة من خشية الله تعالى غفر الله لك
عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ
رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}
الأنفال
الأمة كلها الليلة في حالة سعادة بالنبي صلى
الله عليه وسلم الذي علمنا كيف
نستمتع بالعبادة؟
الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت
اللسان الجاف بعيد عن الله تعالى
لا يزال لسانك رطبا بذكر الله فكان رسول الله لا يكف لسانه عن ذكر الله
تعالى وإذا تكلمت بذكر كنت مع الله وأذا خرجت من الذكر كنت مع الشيطان
أتى رجل يشكو
كثرة الإسلام عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبا بذكر الله
اللهم اجعل
ألسنتنا رطبة بذكرك يا الله ونعمنا بليلة القدر يا الله
وأحسن لنا فيها
عملا وقولا وأدخلنا في رحمتك الواسعة
اللهم إنك عفو
تحب العفو فاعف عنا وأدخلنا في رحمتك
اشتاقت القلوب
إليك يا الله والأرواح إليك يا الله فامدد لنا بأبواب عنايتك في هذه الليلة
النورانية الجميلة في ليلة جبريل
في ليلة القرآن في ليلة النبي العدنان فرح قلوبنا الحزينة يا
الله وأعنا وإياكم على الأحمال الثقال
كلنا فقير إلا
من أغنيت كلنا ضعيف إلا من قويت كلنا ضال
إلا من هديت كلنا مشتت إلا من جمعت كلنا
بعيد إلا من قربت يا مقرب البعيد يا مهون
الصعيب يا فعالا لما يريد
لكل من أمنونا
بالدعاء ولكل من يتابعون دروسنا من منازلهم الآن كأنهم معنا
اعطهم مثل أجرنا
بل فوق أجورنا وأشركهم في الأجر كلنا مشتاق إلى كرمك كلنا مشتاق إلى عفوك كلنا
مشتاق إلى رضاك
يا من فرجه قريب
أنت غايتنا وأنت قصدنا وأنت مقصدنا
يا ذا الجلال
والإكرام