حوار مع صديقي الملحد (240) ملحد يزعم تمجيد القرآن الكريم لجريمة القتل لفضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم الملحد مصري اسمه أحمد حرقان يعيش الآن في حدود علمنا في تونس الحبيبة وكان قد التمس من فخامة الرئيس أن يسمح له بالسفر بعد أن عاد للإسلام فزعم أنه أسلم وحسن إسلامه، فتعاطف معه سيادة الرئيس وسافر إلى تونس فلما ذهب إلى تونس أعلن أنه اصطنع الحيلة على الدولة وبدأ يبث سمومه مرة ثانية لكونه ملحدًا ولم يسلم، ليس هناك مشكلة (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) لكن الأستاذ أحمد حرقان يأتي بنقاط يزعم أنه فيها على صواب، وكان آخر مناظرة بيننا وبينه يزعم بوجود تناقض في القرآن في وصف اليهود هو في الحقيقة أيامها لما ناقشته وجدته لا يفرق بين كلمة اليهود وبين كلمة بني إسرائيل، كل بني إسرائيل عنده يهود وبالتالي كل المعلومات التي بنى عليها في الحلقة 235 كانت خاطئة، وحلقات أخرى كثيرة أحمد حرقان مثلا 231 يزعم أن القرآن الكريم ليس محكمًا وأتى بآيات من وجهة نظره هو فهم غلط فرددت عليه وأرجعت عليه صوابه أحمد حرقان يزعم أن القرآن يستطيع الشيطان أن يأتي بمثله هذه تخاريف والرواية التي استند عليها تلك الغرانيق العلا شرحت أسبابها وقتها وهكذا الملاحدة لا يهبطون ولا يستريحون، رددنا عليه في أربع حلقات في وقت قياسي جدا مما يعني أنهم متفرغون لهذه الحرفة حرفة الإلحاد، يتخذونها سبوبة لهم ومصادر معينة في الدول أو في الكنائس أو في الصهيونية العالمية بتغذيهم بالمال كي تشجعهم على الاستمرار فيما هم فيه ويعيشون عيشة مرفهة وهذا الذي يعنيه من الأمر أن يمتلك الدنيا لأنهم يعلمون أنه لن يمتلكوا الآخرة ليس لهم في الآخرة من نصيب فلنستمع الآن إلى كلامه ثم نرد على كلامه دون أن نصدر أحكاما عليه. كلام الملحد: قتلوا ليه؟ لما جاي يفند الموضوع قاله ألم أقل لكم قاله موسى أنا آسف اسف إيه يا عم الراجل لسة قاتل عيل دلوقت انت لو مسألتوش قتلته ليه تبقى انت حمار ع الأقل يعني كنت تمنعه ان هو يقتل الطفل بس دلوقت هو العبد الصالح والحاجات دي، هو مش زعلان ان هو سأله، زعلان إن هو سأله، وربنا بيقر الكلام ده قاله ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا، قاله إن سألتك عن شيء بعدها مش هسألك تاني خلاص أنا آسف. وبعدين لما جاي يفند الموضوع، المفروض ربنا يجيب لنا في الآخر حاجة واو، تصور، كان عنده حق أه وإزاي مخدتش بالي، زي مثلا السفينة اللي فاتت دي خرقتها لتغرق أهلها، هو خرقها من جنبها، محدش بيخرق سفينة من جنبها، وبعدين هما مش مجانين، لو هو خرقها من جنبها مكانوش قالوله لتغرق أهلها، مفيش سفينة بتغرق لما تتخرق من جنبها، هو بس عمل القصة والسفينة هتتخرم وبتاع، الراجل الصالح ده مكانش موسى عارف اللي فيها، طب عرفه إيه اللي فيها، مفيش حاجة، وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا، نفس المشكلة برضه في قتل الغلام؟ إيه بقى يا عم الحاج اللي خلاك تقتل الغلام؟ كنت مفخخ الغلام مثلا؟ هينفجر مثلا في العالم؟ قالك: وأما الغلام فكان أبوه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما زكاة وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربه خيرا منه زكاة، طب إيه الدرس المستفاد يارب في الموضوع ده؟ إن إحنا نقتل الأولاد يعني؟ يعني إيه الدرس المستفيد اللي حضرتك سبحانك عايز تعلمهولنا من القصة دي. هنستفيد إيه من القصة دي؟ إن إحنا نقتل الأولاد مثلا؟ ما انت بتقول ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، فين الحق؟ رد الفضيلة قبل أن أرد على الأستاذ أحمد حرقان، أقول أن الطريقة التي يسأل بها طريقة استفزازية، ويستخدم إيماءات وإيحاءات وألفاظ لا تليق بالله رب العالمين. من حقه أن يسأل، بل يلتزم حدود الأدب في السؤال، ومن حقنا أن نجيب ونلتزم حدود الأدب في الإجابة. بالنسبة لموضوع السفينة، خرق السفينة كان حماية للسفينة وأصحاب السفينة من هذا الملك الظالم الغشوم سيدنا موسى عندما خرقها لم يكن الخرق هو الخرق الطبيعي بمعنى أنه أظهر بها عيوبًا، قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئًا إمرا بالنسبة لسيدنا موسى الأمر غريب عليه، أن السفينة لمساكين يعملون في البحر، السفينة ملكية خاصة ومشروع خاص لأناس يرتزقون منها، وسيدنا الخضر عنده التبريرات والتعليلات أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها، الكلام واضح يا أستاذ أحمد حرقان لم يقل فأردت أن أدمرها ولكن الناس الذين يعملون مع هذا الملك الظالم عندما يشاهدون السفينة مضروبة من عدة أماكن يعلمون أنها لا تصلح أن تكون للملك، فأردت أن أعيبها ولم يقل فأردت إفسادها أردت أن أعيبها يعني أن أشوه منظرها أمام الظالمين، وكان ورائهم ملك وليس ملك، الأستاذ أحمد يقول ملك، لأ ملك بكسر اللام وليس بفتحها، يأخذ كل سفينة غصبا، كلام واضح جدا جدا ولا يحتمل الاستهزاء، لو أن سيدنا موسى عليه السلام كان يعمل هذه الخلفية ما اعترض ولذا قال في النهاية سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا، فالفرق بين سيدنا موسى وسيدنا الخضر إن سيدنا الخضر عليه السلام يقوم بعمل أشياء غريبة على أذهان البشر، وبها من الغرابة ما جعل موسى عليه السلام يعترض اعتراض سيدنا موسى له وجاهته، لأنه خالي الذهن من هذا الموضوع تماما أنا لست أدري ما وجه اعتراض الملحد على موضوع السفينة، إذا كان العيب من أطرافها فلا حرج وإذا كان العيب من جوانبها فلا حرج، لأن هؤلاء الظالمين لن يأخذوا السفينة للملك إلا إذا كانت السفينة قوية وجميلة فأردت أن أعيبها، يعني فأردت أن أعيبها رغم سريان السفينة في البحر، لأن الخرق لو كان قويًا لغرق كل من فيها، كلام في منتهى المنطقية وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا، يعني هذا الملك لا يرحم ولا يعنيه أنهم فقراء أو أنهم مساكين، كل ما في القضية أكل أموال الناس بالباطل القرآن الكريم هنا يقدم تفسيرا منطقيا جدا، أن خرق السفينة كان لأجل السفينة مثل قوله تعالى عن أم موسى (فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه وجاعلوه من المرسلين) ومن هنا نتوقف أيها السادة الكرام الأكارم عند كل كلمة قرآنية باعتبارها معجزة سنستمع للمقطع مرة ثانية ونربط بين موضوع السفينة وموضوع الغلام، لقد رددت على موضوع السفينة ويبقى أن أرد على موضوع قتل الغلام حيث يرى الملحد أن قتل الغلام هو معناه أن الله تعالى يبيح لنا أن نقتل أولادنا كلام الملحد: قتلوا ليه؟ لما جاي يفند الموضوع قاله ألم أقل لكم قاله موسى أنا آسف اسف إيه يا عم الراجل لسة قاتل عيل دلوقت انت لو مسألتوش قتلته ليه تبقى حمار ع الأقل يعني كنت تمنعه ان هو يقتل الطفل بس دلوقت هو العبد الصالح والحاجات دي، هو مش زعلان ان هو سأله، زعلان إن هو سأله، وربنا بيقر الكلام ده قاله ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا، قاله إن سألتك عن شيء بعدها مش هسألك تاني خلاص أنا آسف. رد الفضيلة هو بيقول ربنا بيقر هذا، إحنا عندنا القصة القرآنية نوعان في قصة وصفية وفي قصة استباقية بتسبق الذنب القصة الوصفية (تلك القرى نقص عليك من أنباءها منها قائم وحصير) حصل القصة الاستباقية يعني قصة تخبر ما سيجري في المستقبل بتدبير رباني لا يعلمه إلا الله، يعني إيه مثلا الاستباقية للزمن (إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين) استباقية، سيدنا موسى لسة في اللفة، من الذي سيقول أنه سيكون نبي إلا الله؟ دي قصة استباقية، (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا حزنا) عندنا قضيتان مهمتان؛ لابد أن نقف عندهم وهي أن القرآن بيذكر القصة كما حدثت، وهذا يسمى بالتقرير الوصفي يعني القرآن لا يدافع عن أعمال سيدنا الخضر، لأ دا بيصف أعمال سيدنا الخضر، ودي النقطة الجوهرية في الخلاف بيننا وبينهم الملحد بيقول الله يمجد القتل، لأ، الله يصف القتل، هذه القصة لها ثلاث أبواب، السفينة، الغلام، الجدار، كل بعد يعتبر قصة مستقلة القرآن يستخدم نظام الحكي بيحكي وهذا الحكي معناه نقل الصورة كما هي، ولله المثل الأعلى، وجدت محمدًا يسب الدين ومما قاله في سب الدين الله كذا وكذا وكذا، فأنا بقول الكلام الذي قاله محمد عندما سؤلت في التحقيق هل كلام محمد هو كلام أحمد عبده عوض؟ لأ، ولذا قالوا ناقل الكفر ليس بكافر الذي ينقل الحدث ليس بالضرورة أن يكون جزءًا من هذا الحدث، وبالتالي بيقول ربنا بيقر هذا، لأ ربنا بيحكي هذا، وأما موضوع الإقرار فهذا ليس هنا. الغلام، موضوع الغلام، موضوع فيه تفاصيل كثيرة لا يعلمها كثير من الناس، وأنا أستأذن نفسي وأسمح لنفسي أن أخرج ما في جعبتي ردا على الأستاذ أحمد حرقان. أولاً: لابد أن تعرف أيضًا أن القصة القرآنية فيها جانب تربوي يخفى هذا الجانب على كثير من الناس (فانطلقا حتى لقيا غلاما فقتله) موضوع القتل لم يستغرق ثوان، الملحد بيقول لماذا لم يمنحه موسى عليه السلام سيدنا الخضر ذهب للطفل، ووضع يده على رأسه فخلع رأسه، لا ذبحه بسكينة، عملية لم تستغرق ثواني، كيف لموسى أن يمنعه دا مسألة صعبة جدا. لم يقتله بالسكينة ولا بالسيف ولم يعذبه، دي حاجة يعني ربانية أسرع من البرق، تمام، فلما قتل الغلام، سيدنا موسى استغرب تعجب وله الحق أن يتعجب وكلنا أيضًا نتعجب (فانطلقا حتى لقيا غلاما فقتله قال (سيدنا موسى) أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرا) فقال هنا نكرا باعتبار أن القتل تعتبر جريمة في دين الله عز وجل سيدنا موسى سأل في وقت لم يكن الخضر مستعدًا لتلقي الأسئلة، (قال ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا) رد سيدنا موسى رد الحكيم (قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا) قاله خلاص أنت في حالك وأنا في حالي، لو سألتني تاني، فسمح له أول مرة في السفينة وسمح له في الغلام ولم يسمح له في المرة الثالثة (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرا) الآية رقم 71 عندما تكلم عن خرق السفينة قال كلاما في منتهى الأهمية وفي منتهى الجمال (لقد جئت شيئًا إمرا) مرة قال إمرا ومرة قال نكرا (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ) خد بالك لقد جئت شيئًا نكرا، عندما تكلم عن الموت أو عن قتل الغلام، قال نكرا، عندما تكلم عن خرق السفينة قال إمرا المعاني متجددة لحظة بعد لحظة وساعة بعد ساعة. سيدنا موسى اعترض في أمر غريب عليه، جديد على مسامعه (حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئًا نكرا) وقال قبلها لقد شيئًا إمرا فرد عليه الخضر عليه السلام قال (ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبر) أسلوب قرآني بديع، ألم أقل لك يا موسى في المرة الثانية أنك لن تستطيع معي صبرا، فسيدنا موسى بيقوله انت بتأتي بأمور عجيبة أصبر عليها إزاي؟ كيف أصبر المهم قدر موسى أنه لم يقدر، وفي كل مرة يهدده الرجل العظيم العبد الصالح، وفي الآخر بعد موضوع السفينة وموضوع قتل الغلام وموضوع الجدار، يأتي كلام الملك سبحانه وتعالى كيف نستمتع به، اسمع واستمتع: (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، فأردنا أن يبدلها ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) عندئذ بنسأل: هل يجوز قتل الغلام إذا كان عاصيا لوالديه؟ أو إذا وقع في فاحشة ولم نستطع أن نأتي به إلى بر الأمان؟ اسمحوا لي أن أشرح لكم هذا الجانب عن طريق الحركة، سيدنا الخضر عليه السلام، بينفذ ما يراه صوابا وما يراه مناسبا فلما خلع رأس الفتى فمات في الحال، فاعترض سيدنا موسى، والخضر عليه السلام قبل اعتراض سيدنا موسى ولكن في قصة الغلام الأمر اختلف تماما، تماما، أن قتل الغلام ليس عقوبة له، وإنما قتل الغلام رحمة به قلت لك في أول الدرس سأقول معلومات مهمة وجميلة جدا، رحمة به، كيف يكون القتل رحمة؟ ألم تر رجلا مر عليك في الحياة كان يقول: يارب ولد، نفسي في ولد أفرح به أربيه أتبغدد به، فجاءه الولد كما تمنى هذا الولد أو ما شم الحياة كان لا عمل له إلا أن يصبح أباه بعلقة ويصبح أمه الحبيبة بعلقة أخرى وهما اللذان كان يتمنيان ولدا، فإذا بهما يسهران الليل كله يارب خذه يارب خذه يارب خذه. وذات مرة كنت في برنامج روضة السحر، فاتصل بي رجل يزعم أنه الحاج عبد العال من الشرقية، قال بحق الله وبحق كذا وكذا ادع على ابني ربنا ياخده قال أقل علقة يمسيني بها أن يأتي بكرسي ويكسره عليا، لأنه مدمن وكل يوم بيطلب فلوس فوق طاقتي، وأنا ليس معي، أنزل من الفجر أستلف من الناس لا يعطيني أحد فأرجع وليس معي فلوس، فأول ما يشوفني يكسر عليا كرسي كل يوم ادعي ربنا ياخده وياخده وياخده وياخده لعل الملحد يكون مفرفشا معي ومركزا معي إن القتل بالغلام كان رحمة بالغلام نفسه، لأنه من الواضح أنه سيكون شقيًا، وعندما يشقى سيشقي غيره وعندما يتعب سيتعب غيره أنا كنت أتمنى إن الملحد يكون زكي. أه ويسأل سؤال تاني، بدلا من أن يستهزأ بالله ويستهزأ بالقرآن، كنت أتمنى لو فتق ذهنه وقال: ولماذا قتله وهو يعلم إن القتل حرام كما اعترض سيدنا موسى (أقتلت نفسا زكية بغير نفس) يعني القتل الجائز إذا كان قتل نفس مقابل نفس، والطفل بريء لم يقتل أحدا فلماذا قتله سيدنا الخضر؟ كان في سؤال أحسن من كدة: لماذا لم يختر الخضر عليه السلام طريق الهداية؟ أن يدعو الله ودعاءه مستجاب، أن الله تعالى يهدي هذا الغلام بدل أن يقتل الغلام؟ هنا بقى عدة إجابات: أولاً: لو دعا الخضر عليه السلام بهداية الفتى هذا لن تصير القصة كما أرادها الخضر عليه السلام، هو بينفذ سيناريو معين، بينفذ حاجات معينة مترابطة، يعني إيه مترابطة؟ يعني السفينة مربوطة بالصالح العام، قتل الغلام مربوط بالصالح العام، بناء الجدار مربوط بالصالح العام، هما التلاتة منظومة واحدة. مرة ثانية: خرق السفينة مربوطة بالصالح العام قتل الغلام مربوطة بالصالح العام، يعني فيه سياق متصل، السياق المتصل هذا لا ينخرب يسير كما هو كما أراده الله سبحانه وتعالى أي أن قتل الغلام كان رحمة بالغلام الذي سيفجر ويعيش تعيسًا شقيا، مشردا مدمنا بعيدا لصًا، لصًا، لصًا فكان الموت خيرًا له والأمر هنا أن سيدنا الخضر من باب الأدب والتأدب قال لسيدنا موسى (سأنبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا) يعني إيه؟ يعني سيدنا موسى لو صبر ولم يعترض على بناء الجدار، ولم يطلب فلوسا (لو شئت لاتخذت عليه أجرا) لكان القصة ممتدة عشرين ألف سنة، آه، وكل يوم سيدنا الخضر يطلع إبداعات فأراد الله للقصة أن تنتهي عند هذه الثلاثة فقط، هو بيقوله إيه؟ (سأنبئك بتأويل ما لم تسطع عليه صبرا) يعني لو صبرت يا موسى أنا عندي كتير أملأ به الدنيا علمًا وحكمة. لماذا لم يتوقف الأستاذ أحمد حرقان عند بناء الجدار؟ أنا بسأله، لماذا لم يتوقف عند بناء الجدار؟ والمعجزة في بناء الجدار لا تقل عن المعجزة في قتل الغلام، ولا عن المعجزة في خرق السفينة وهذا يوضح لك العقلية الانتقائية عند الملحد، معندوش فكر شمولي ذزينا كدة دا هو بيحط إيده على حاجة معينة يريد أن يعيب بها كلام الله. لو أن عنده أمانة علمية لعرض القصص الثلاثة وبعدين يبدأ يعلق على كل قصة، انظر (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خير منه زكاة وأقرب رحما) فننظر نظرة إعجازيه للقرآن، أنا أتمنى إن كل الملاحدة يشوفوني، لما أتكلم عن قتل السفينة قال إيه: (فأردت أن أعيبها) وعندما تكلم عن قتل الغلام لم يقل فأردت (فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما) أولاً: الخضر لم يعذب الفتى، رحمه رحمة واسعة هو سيدنا الخضر وضع إيده على رأسه في لحظة كدة مات، موت رحيم، على حد قوله، فلا تنزعج من كلمة فقتله لكن المعنى الحقيقي ساعة (أقول كلام علمي مركز على مسئوليتي) ساعة أن وضع يده على رأس الغلام، هذه اللحظة كان أجل الطفل أو الغلام قد أتى، ولذا قال إيه؟ فأردنا فأردنا فأردنا يعني في ترتيب رباني قبل حضور سيدنا موسى من مصر وقبل لقاءه بهذا البحر الكبير اللي هو سيدنا الخضر عند مجمع البحرين، كان في ترتيب إلهي سابق إن موعد موت الطفل يوم كذا كذا كذا، في نفس اللحظة الذي يمر فيها البحران الكبيران موسى والخضر عليهما السلام يا سلام، ما هذا الجمال؟ يعني إيه يا أستاذ أحمد حرقان، الطفل أو على حد قولك الواد، الواد كان ميت ميت يعني دا حتى إذا لم يقترب منه سيدنا الخضر كان هيموت في نفس اللحظة حد غير سيدنا الخضر يضربه، يموت بسكتة قلبية، كذا كذا كذا، وهذا الذي لم يلتفت إليه أحد لا أحمد حرقان ولا غير أحمد حرقان، فاتهموا القرآن ظلما لقلة علمهم. (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن نرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا) يعني هو هيموت هيموت، بخلاف حرق السفينة فأردت فأردت أن أعيبها، فأردنا يعني إيه؟ يعني أجل الطفل قد جاء متزامنا مع مرور سيدنا موسى والخضر عليهما السلام، كلام جميل. الشيء بقى المهم الذي ينبغي أن تعرف، أن الابن إذا كان شقيًا هو نفسه بيكره نفسه، يعني موته خير من حياته وأنا رأيت كثيرين في حياتي يدعون الله تعالى أن ينتقم من أولادهم أو يأخذ أولادهم لأنهم حمل ثقيل على آباءهم وعجلوا بمرض آبائهم (مرض الموت). ولو أردت أن أخرج ما في عجبتي من قصص وحكايات من هذا لأخرجت لكم كل ما في جعبتي. اتصلت بي إحدى بناتنا الأسبوع الماضي في روضة الأصيل فقالت ابني بيمد إيدع عليا، قلت لها ما شاء الله ليه يعني بيهزر معاكي؟ قالت لأ، دا بيمد إيده عليه على وشي الناحية دي ووشي الناحية دي، يا عم الشيخ بيقولوا عنك دعوتك مستجابة ادعي ربنا ياخده فلما يصل الأب والأم إلى الدعاء على الابن بالموت، ويأتي هذا الموت متوافقا مع لحظة الوفاة الموجودة في علم الغيب وفي اللوح المحفوظ، فلماذا نتهم الله تعالى بالظلم؟ أي أن هذا الغلام كان سيموت في جميع الأحوال، لا خلاف على هذا ولا مشاحة في هذا، لكن القرآن بيقدم المعلومة حلو، بيقوله له انت معترض يا موسى ليه يا موسى؟ انت مش عارف ان ده معاد موته يا موسى؟ معترض ليه يا موسى؟ (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا (ترتيب بقى رباني إن ميعاد موت الولد على حد قول الملحد ميعاد موت الولد هو نفس موعد مرور سيدنا الخضر عليه السلام على حد قولهم من لم يمت بالسيف مات بغيره) لا يستطيع أحد، أتحدى، أن يخرج عيب في كتاب الله، إلا القرآن، تنتقد الشعر العربي، ماشي، المعلقات، ماشي لكن تأتي عند القرآن يستحيل أن تجد فيه عيب، لكن العيب عندنا، لكن العيب عندنا نحن في عدم الفهم، العيب عندنا نحن في التسرع في إصدار الأحكام، انت بتحاكم ربنا؟ بتحاكم الملك؟ هل يجوز لك أن تحاكم الملك وهو الملك. ولو تكلمنا عن الجدار لدخلنا في دائرة إعجاز عظيمة (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن نرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما (يبقى مشيئة ربانية) خير منه زكاة وأقرب رحما) "إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40)" فصلت