بصلاح النوايا تأتي العطايا

الرئيسية المقالات مقالات دينية

بصلاح النوايا تأتي العطايا

بصلاح النوايا تأتي العطايا

بصلاح النوايا، تأتى العطايا، فالأعمال بالنيات كما أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم، إن أصحاب النوايا الحسنة لا يضامون ولا يحزنون، لأن الله مطلع على ضمائرهم فإذا هى نقية نقاء الماء الصافى والنور المتلألئ فلا يثمر النور إلا نورًا، ولا يثمر النقاء إلا نقاء.

إن الله سبحانه وتعالى يحوط أصحاب النوايا الحسنة بالحفظ والصون والعطاء، وللنية الحسنة بركات عظيمة، فربما كانت ثمرتها هداية، وربما كانت ثمرتها رزقًا واسعًا، وربما كانت ثمرتها تفريجًا للكروب وغفرانا للذنوب، وربما كانت ثمرتها أن تستغفر لصاحبها الملائكة ويفوز برضا الرحمن.

يخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث نبوى شريف أن النية الصالحة فى الصدقة كانت سببًا للهداية، فقد ورد عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، رَضِى اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (قَالَ رَجُلٌ: لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدَى زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ، لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدَى غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ، فَأُتِى فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِى فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللهُ) [أخرجه أحمد 2/322 (8265)].

لقد كانت نية رجل صالح فى التصدق مخلصًالله رب العالمين سببًا لتوبة هؤلاء، وتنبيهًا لرجل غنى غافل عن الصدقة أن يبسط يديه للمحتاجين بالعطاء.

ويخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم أن النية الخالصة فى الخروج للصلاة تفتح أبواب الخيرات وتمطر صاحبها بالاستغفار والرحمات، فقد ورد عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَمْشَاى هَذَا، فَإِنِّى لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا وَلاَ بَطَرًا، وَلاَ رِيَاءً وَلاَ سُمْعَةً، وَخَرَجْتُ اتِّقَاءَ سُخْطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعِيذَنِى مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِى ذُنُوبِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، أَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ.

 وفى رواية: (وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَأَقْبَلَ اللهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ) [أخرجه أحمد 3/21(11173)].

أصلح النية واجعلها خالصة لرب العالمين يغفر ذنبك، وتكفى همك، ويقضى دينك ويكتبك الله عنده من الخالصين المخلصين، وينقيك الله من الرياء ويغسلك بالطاعات، وتحفظ نفسك، وتعم السعادة بيتك وتغمر النفحات والأنوار قلبك.

أصلح نيتك حتى تحظى بعطاء رب كريم حليم خزائنه ملأى وعطاؤه لا ينفد، ينتقى من عباده الذين يعبدونه ويفعلون الخير ابتغاء مرضاته وحده سبحانه وتعالى، لا ينظرون إلى الخلق، ولكن ينظرون إلى من خلقهم ورزقهم، وضع نصب عينيك قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19) كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (20) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: 18-21].


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض