بريطانيا السارقة لتراثنا

الرئيسية المقالات مقالات دينية

بريطانيا السارقة لتراثنا

 كانت بريطانيا - كما كان يقول لي أبي - رحمه الله - تأخذ أفضل أنواع القطن العالمي طويل التيلة القطن المصري يأخذونه تقريبا مجانا من بلادنا، ويأخذونه إلى بريطانيا العظمى، السارقة لأحلامنا أيامها، السارقة لتراثنا أيامها، العظمى المتمكنة من رقابنا أيامها.
 هل الله تعالى قال لهم: احتلوا البلاد احتلوا الشعوب؟ هل قال لهم: سيطروا على مُقدِّرات الشعوب؟ هل أمر الله تعالى هذه الأجناس الغربية أن تدوس على رقابنا، وأن تحتل بلادنا مئات السنين؟
كانوا يأخذون القطن لكي يُجوِّعوا الشعب المصري، ثم تأتي هذه الأقطان في صورة منسوجات وملابس، وأقمشة بسعرٍ مرتفع إنجليزي لكي يُفرَض على شعبنا الغلبان أن يشتري كل شيء صُنع في بريطانيا، وكانت بلادنا قادرة أن تفعل هذا، ولكن هيهات هيهات، هل أمرهم الله تعالى بهذا؟ حاشاه،  إنَّ الضمير المنقطع عند البشر الضمير، المنقطع الضمير، المنعدم عند البشر هو الذي يجعل البشر يحاولون أن يستفيدوا من الكوارث التي تمر بها البلاد والعباد، وما من كارثة إلا وظفوها لأنفسهم، ما من كارثة إلا استفادوا منها معنويا بأن يبثوا اليأس في نفوسنا أننا ضعفاء ولن ننهض أو يجعلوننا لا نعيش إلا عندما نمد أيدينا إليهم، وهم يتحكمون بِعَمْدٍ في كل شيء ويسمعوننا بعمد كل شيء هل أمرهم الله تعالى بهذا أحبابي الكرام؟
أحبابي الكرام، إن الأخت الكريمة تسأل: أين الله؟ أين رحمة الله تعالى من أطفال المجاعات في العالم؟ سلي نفسكِ أولا، أين قلوب الأغنياء الذين يتحولون من بارات إلى بارات؟ معذرة في التعبير - إني أعتذر - ومن طائرات خاصة إلى طائرات خاصة، ومن فنادق عالمية في أفضل أماكن في العالم على أفضل شواطئ في العالم وما يتنزهون به - أحبابي الكرام - في المصايف والمنتزهات والقرى السياحية يعادل ما يغطي ميزانية إفريقيا بالكامل.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض