المسلمون
اليوم يُدفنون أحياء!
رد الفضيلة على الملحدالذى يقول ان الاسلام يتربص بالناس حتى يتهموا ظلما قائلا : الأمر الذي يدعو للسخرية هو أن تلك الأمور التي
تتهم به الإسلام -أيها الملحد- قد عُمِلت في الإسلام والمسلمين، ونُفِّذَت على
المسلمين ولا زالت – وللأسف الشديد - تُنفذ إلى يومنا هذا، ولا زال المسلمون في
بلاد كثيرة في العالم تُقطع أوصالهم أحياء، ولا زال المسلمون إلى يومنا هذا
يُدفنون أحياء! ولا زالت حفلات الإعدام الجماعي تُجرى على المسلمين في الأقليات
الإسلامية في كل أنحاء العالم، بصراحة مواجع صعبة لا أحب أن أذكرها، وسوف أؤكد
وسأعيد هذا الأمر ثانية:
إن الإسلام -أيها السادة الكرام- لا يتربص
بالناس؛ كي يقعوا في المعاصي، ثم يأتي بهم متهمين يُلفّق لهم تهما لم تحدث هذا إذا
لم نأت بالشهداء، فلو أنَّ أحدًا اتهم أحدًا أو اتهم واحدة أنها زانية - معذرة -
ولم يأت بالأربعة شهداء فهو الذي سيُجلد - في هذه الحالة - إشارةً إلى شفافية
العدالة، وهو تعبيرٌ جميل بصراحة "شفافية العدالة"؛ فليست عدالة فقط،
لا، ولو كانت عدالة فقط لجاءت السيدة، وقالت: إني حُبلى من الزنا، فأقم عليَّ الحدّ،
لقال النبي صلى الله عليه وسلم: أقيموا الحدّ عليها واجلدوها ولكنَّ هذا لم يحدث،
وهذا يؤكد أنَّ الإسلام لا يتربص بالناس ولا يتلصص على الناس كي يُتهموا ظلما أو
بهتانا أو حتى حقا؛ فليس هذا من مبادئ الإسلام في شيء.
قصة
ماعز بن مالك والتماس العذر له
لم يحدث ولا في مرة من المرات أن تربَّص
الإسلام بأحد، فها هو الرجل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول: يا رسول
الله، إني أصبتُ حَدًّا من الزنا، فيقول له النبي: (لعلك لامست)، يعني لمستها فقط،
ولا تخفى تلك اللغة الراقية التي يتحدث بها النبي، فيقول: لا يا رسول الله لقد
زنيت، فيبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يحاول أن يبحث له عن مخرج، فيقول له: (لعلك
قبَّلتها) يقول: لا زنيت، فيقول النبي له: (لعلك
تكون ناسيا)، فيرد الرجل قائلا: لا زنيت، فيقول النبي له: لعلك، لعلك...
وهكذا فإن النبي يحاول أن يبحث للرجل عن مخرج أو
معاذير، فما رأيك في هذا الكلام أيها الملحد؟ فقال الملحد: هذا الكلام أسمعه لأول
مرة.
أحبابي الكرام، إن الملحد يقول: إن الذي
هاله وأفزعه ما يفعله بعض المسلمين في العالم من قتل وسفك للدماء، فقلت – عندئذ –
أنه لا بد من أنَّ أحكام الإسلام تقوم على الشدة والعنف، ولذا فإنَّ المسلمين
الذين يطبقون الإسلام يتصفون بدهيا بالعنف؛ فهو يجري في دماءهم، قلت له: لا، ليت
العالم كله يقيم حدود الله؛ لأن القصاص حياة، قال لي: كيف القصاص حياة؟
قلت له: ألست عربيا؟ قال: بلى، قلت له: ألم
يقل العرب قبل الإسلام القتل أنفى للقتل، فما رأيك ألم يكن أجدادنا القدامى قبل
الإسلام يقولون بهذا: " القتل أنفى للقتل" وهذا قبل أن يأتي النبي -
صلوات ربي وسلامه عليه – وكانت هذه القوانين مثل التشريعات والاتفاقيات التي تتفق
عليها كل قبيلة، وهذا الجملة معناها: أنك عندما تأتي بِشَخْصٍ قاتل وثَبَتَ أنه
قاتل وقتل شخصًا آخر أمام الناس، ويُؤتى به ويُقتل في نفس المكان أمام نفس الناس،
فهذا أنفى للقتل، يعني هذا يُخوِّف الناس من القتل، فلا ترى قاتلا بعد هذا،
والإحصاءات تقول: إنَّ الدول التي تُطبِّق الحدود عندها خاصة فيما يتصل بالقصاص.