القرآن الكريم ليس مادة للشعر أو للنثر

الرئيسية المقالات مقالات دينية

القرآن الكريم ليس مادة للشعر أو للنثر

القرآن الكريم ليس مادة للشعر أو للنثر

أحبتي الكرام، إن خيال الملاحدة المريض هو الذي جعل الملاحدة يتصورون أن القرآن الكريم فقير، وهو على حدِّ زعم الملاحدة ، وبما أنه فقير فإنه يحاول دائما أن يتقوَّى بما كان عليه العرب من ألفاظ في سوق عكاظ، ومنتدياتهم وشعرهم، ويجب أن أوضح لكم -يا أحبتي الكرام- إن القرآن الكريم ليس كما يزعم الملاحدة؛ فهو ليس مادة للشعر أو للنثر فهو ليس بشعر، ولا بنثر فهو يسمو عن الشعر وعن النثر والملاحدة يصرون على أن يقولوا: إنَّ القرآن الكريم ليس من عند الله، وهم يصرون - وهذا منهجهم العام - على إصرارهم في أنَّ  القرآن الكريم ما هو إلا عبارة عن أحلام الجاهلية وأساطير مشعوذة، وهم يخبطون في القرآن الكريم بشدة وبقسوة لاعتقادهم أنهم إن استطاعوا أن يهدموا كلام الله فقد هدموا الإسلام، وهو نفس المنهج الذي كان عليه الأعداء السابقين للإسلام، وأولئك الملاحدة يقولون أيضا:  القرآن الكريم قد اقتبس – كذلك – من كلام زيد بن عمرو بن نفيل قوله الذي يقول فيه:

وَأَسْلَمْتُ وَجْهِي لِمَنْ أَسْلَمَت

 

لَهُ المُزْنُ تَحْمِلُ عَذْبًا زُلَالَا

والملاحدة يقولون إن القرآن قد اقتبس هذا الكلام ووضعه في سورة المرسلات في قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا﴾ [المرسلات:27]، والناظر في الآية الكريمة والناظر كذلك في بيت الشعر للشاعر الجاهلي زيد بن عمرو بن نفيل يظهر له مدى الفرق في الأسلوب، والتركيب فالأمرُ واضحٌ بشكلٍ راسخٍ جدًا، وهذا ما كنا نتحدث عنه مسبقا، ومنذ قليل في أنَّ الشعر يستقي من لغةِ العربِ ومن بيئةِ العربِ، وكذلك القرآن يستقي من لغة العرب، ومن ألفاظ العرب؛ لأنه قد نزل على العرب إلا أنَّ الاختلاف الأساسي هو التركيب والأسلوب وكيفية تكوين القرآن الكريم للكلمات داخل الجملة، ومدى موافقة كل كلمة للسياق ومدى اتساق كل كلمة للكلمة الأخرى في نظامٍ متزنٍ ومتسقٍ يُبهرُ القارئين والمستمعين.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض