عداوة الشيطان مستمرة

عداوة الشيطان مستمرة
قال الله تعالى لآدم وحوَّاء وذريتهما: فيها تحيون، أي: في الأرض تقضون أيام حياتكم الدنيا، وفيها تكون وفاتكم، ومنها يخرجكم ربكم، ويحشركم أحياء يوم البعث، وأقسم الشيطان لآدم وحواء بالله إنه ممن ينصح لهما في مشورته عليهما بالأكل من الشجرة، وهو كاذب في ذلك.
يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان، فيزين لكم المعصية، كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء، فأخرجهما بسببها من الجنة، ينزع عنهما لباسهما الذي سترهما الله به، لتنكشف لهما عوراتهما، إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم، إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للكفار الذين لا يوحدون الله، ولا يصدقون رسله، ولا يعملون بهديه، هذا أثر المعصية، تأمل ماذا تفعل المعصية بصاحبها {يا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (الأعراف:27).
القصة لن تنتهي، يأتي أحد الناس يقول: أنا وقعت في المعصية، لأن الله تعالى أراد لي أن أعصي، فقد عصى آدم بأمر الله، نقول له: لا، انظر ماذا قال الله سبحانه وتعالى في السورة نفسها {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لَا يَأمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (الأعراف:28).
وإذا أتى الكفار قبيحًا من الفعل اعتذروا عن فعله بأنه مما ورثوه عن آبائهم، وأنه مما أمر الله به، قل لهم أيها الرسول: إن الله تعالى لا يأمر عباده بقبائح الأفعال ومساوئها، أتقولون على الله أيها المشركون ما لا تعلمون كذبًا وافتراءً؟ هذا منطق القدريين الذين ينسبون المعصية إلى الله: والله أمرنا بها. انظر كيف رد الله عليهم {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} (الأعراف:29).
قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين: أمر ربى بالعدل، وأمركم بأن تخلصوا له العبادة في كل موضع من مواضعها، خاصة في المساجد، وأن تدعوه مخلصين له الطاعة والعبادة، وأن تؤمنوا بالبعث بعد الموت، وكما أن الله أوجدكم من العدم فإنه قادر على إعادة الحياة إليكم مرة أخرى.
ثم قال تعالى:{فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} (الأعراف:30)، فقد جعل الله عباده فريقين: فريقًا وفقهم للهداية إلى الصراط المستقيم، وفريقًا وجبت عليهم الضلالة عن الطريق المستقيم، إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله، فأطاعوهم جهلًا منهم وظنًا أنهم قد سلكوا سبيل الهداية، لذلك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إنى أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك"، ما معنى هذا الكلام؟ والله سبحانه وتعالى لا يأتي منه إلا الخير؟!

تصفح أيضا

الغفار

الغفار

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض