التواصل مع الآخر إنَّ الإسلام لا يقرّ العزلة، بل يدعو للتواصل والتفاعل مع الآخر، ومن أمثلة الصور التي قررها الإسلام في تعامل المسلمين مع غيرهم: أولًا: إباحة نكاحهم وأكل طعامهم: إذ أباح الإسلام الأكل من طعام أهل الكتاب. ثانيًا: التعاون مع غير المسلمين في المصالح العامة: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "أعطى رسول الله r خيبر لليهود أن يعملوها ويزرعوها، ولهم شطر ما يخرج منها "، قال ابن حجر: " لا فرق في جواز هذه المعاملة بين المسلمين وأهل الذمة ".وفي التعامل الاقتصادي: ثمَّة آيات عديدة تقرّر ذلك وتدعو إليه، منها قوله تعالى واصفًا أهل الذمة والأمان من أهل الكتاب، وحاثًا على التعامل معهم، ومحذرا ممن لا أمانة لهم منهم. ثالثًا: الإهداء إلى غير المسلمين: فالهدية لغير المسلمين من الأمور المستحبة سواءً كانت في طعام، أو كساء، أو غيرهما، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأى عمر حلة سيراء تباع فقال: يا رسول الله ابتع هذه والبسها يوم الجمعة وإذا جاءك الوفد، فقال: "إنما يلبس هذه من لا خلاق له"، فأتي النبي r منها بحلل فأرسل إلى عمر بحلة، فقال: كيف ألبسها وقد قلت فيها ما قلت؟، قال: "إنِيْ لمْ أُعْطِكْهَا لِتَلْبسَهَا، ولكنْ تَبِيْعهَا أوْ تَكْسُوْها"، فأرسل بها عمر إلى أخ له من أهل مكة قبل أن يسلم. قال ابن حجر: "والهدية للمشرك إثباتًا ونفيًا ليست على الإطلاق...وقوله: فأرسل بها عمر إلى أخ لهمن أهل مكة قبل أن يسلم، واسم هذا الأخ عثمان بن حكيم، وكان أخا عمر من أمه، أمهما خيثمة بنت هشام بن المغيرة بنت عم أبي جهل بن هشام بن المغيرة"