الابتلاء مقدر

الابتلاء مقدر
أحبتي الكرام، إن الكلام هنا جدير بالاحترام، وكلام الملحد جدير بأن أرد عليه وأنا سعيد جدا؛ لأنني خضت غمار هذا الموضوع؛ فإنني على مدار الساعة يُعرض عليَّ أطفالا ليسوا أصحاء، ولا أقول مشوهين كما يقول الملحد! ولا أقول ليسوا أسوياء كما يقول الملحد! وإنما أقول: إن هؤلاء قد انتابهم جانب من الابتلاء، وهذا الابتلاء لا أقول إنه مقدر فهو مقدر، ولا أقول إنه مقضي به في عالم الغيب؛ لأنَّ كل هذا معلوم ومعروف، ويبقى السؤال: لماذا خلقهم؟
يقول تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ [هود:118]؛ فهم مختلفون في الشكل والمظهر وفي الحالة النفسية، وفي الثبات، وفي الهيئة، وفي القوة العضلية، ومختلفون في الاستيعاب الذهني؛ فالاختلاف هو السنة الأساسية في الكون، ترى هذا طويلا كي تحمد على نعمة الطول، وترى هذا قصيرا كي تحمد على نعمة القصر، وترى هذا غنيا كي تحمد على نعمة الغنى، وترى هذا فقيرا على نعمة الفقر، وترى هذا موسرا كي تحمد على نعمة البسط، وترى هذا معسرا؛ كي تحمد على نعمة القبض.
أحبابي الكرام، لقد بدأت أدخل في لجة الرد على الملحد، وأنني أوضحت لكم -أحبتي الكرام- أن القضية التي يعرضها الملحد هي قضية مهمة جدا وإنني عاكف بكل جهدي على توضيح أن هذه القضية لها أبعاد تخفى على كثير من الملاحدة كما تخفى على كثير من أحبتنا الكرام، ولذا فإنني أحب أن أعرض هذه القضايا الحساسة؛ كي يستبصر بها أهل البصيرة والإيمان؛ فسيدنا آدم عليه السلام كان له سؤال مع الله؛ إذا قال لله تعالى: يا رب لماذا لم تخلق الناس كلهم على حالة واحدة؟ فلماذا خلقت الطويل والقصير والمريض والصحيح والغني والفقير، فقال الله تعالى لآدم: يا آدم لقد أردت أن أُشكر.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض