أحبابي الكرام، إن التاريخ يتكلم، وهذا
الكلام قد قَلَّبَ عليَّ المواجع، ملايين الأبرياء من المسلمين في العالم لم يسأل
عنهم أحد، لم يعترف بهم أحد، الأقليات الإسلامية في العالم في الفلبين، في السند،
في الهند، في ميانمار، حديثني عما يُفعل بهم الآن؟ تحريق وحرق جماعي، وحفلات تعذيب
لم ير العالم كله مثلها من قبل، حدثيني أنتِ أيتها الأخت الكريمة المتذبذبة عن تلك
الأشياء.
أحبابي الكرام، إن المسلمين - يا عزيزتي -
ضحية لعالم يكرههم، يسلطون بعضهم على بعض ما كان الدواعش إلا صناعة غربية أمريكية
ليسوا منان وليسوا من جلدتنا وليسوا من آبائنا، وليسوا من أبنائنا ولا من أحفادنا،
ولا شرف لهذا الدين وحتى إن كانت أسماؤهم عربية، أو وجوههم عربية فليسوا من
الإسلام في شيء.
حكم
الخوارج والتكفيريين
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتى فى آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء
الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا
يجاوز إيمانهم حناجرهم) ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أوصافهم الكثير،
والكثير مما ينطبق على هؤلاء ممن كانوا يسمون قديما بالتكفير والهجرة، أو
بالخوارج، والتكفير والهجرة صناعة عقول مريضة، صناعة مجوسية، الخوارج والتكفير
والهجرة صناعة عبدالله بن سبأ اليهودي، لقد غرروا بهم، غرروا بشبابنا، ثم قال
سيدنا في آخر الحديث (فإذا رأيتموهم فاقتلوهم)، الكلام ليس للشعوب، وإنما للحكام
إذا رأيتم هؤلاء الذين يشقون عصا الطاعة والذين يهدرون الدماء ويبثون الرعب في
قلوب الأبرياء، قال سيدنا: (إذا رأيتموهم فاقتلوهم).
وعلى الرغم أنكِ اتهمتي الله تعالى بما لا
يليق بجلاله، لكنني سعيد أنني أرد؛ لأنني عندما أرد، فإنني أقمع الباطل، عندما أرد،
فإنني بجهد الضعيف، وبجهد المُقل أضحض الباطل، عندما أرد فإنني أحاول جاهدا أن
أدافع ومن حقي أن أدافع، من حقي أن أدافع وهم يهاجمون، ولا بد أن أدافع.
بصراحة الحديث عن موضوعي: المجاعات والوحشية،
وما يصف به الملاحدة الله عز وجل حاشاه أنه يسبب كل هذا كان هذا حديث، ولم يكتمل
واسمحوا لي أن أكمل مناظرتي القادمة مع نفس الموضوعين ردا على هذه المؤمنة
المتذبذبة ردا على هذه المؤمنة المتذبذبة لعلها تعود إلى الحق، ولعل الحق يعود إلى
قلبها.
أحبابي الكرام، لم نمل ولن تملوا، ولن نشبع،
ولن تشبعوا هذا خطاب الله جل جلاله في علاه {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ
وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [آل
عمران: 83].