أهمية الإخلاص

أهمية الإخلاص
- تكون النجاة في الآخرة بسببه.
- اجتماع القلب في الدنيا، وزوال الهم: (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر عليه)[رواه الترمذي وحسنه في السلسلة الصحيحة].
- مصدر رزق عظيم للأجر، وكسب الحسنات (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فم امرأتك)[رواه البخاري].
- ينجي من العذاب العظيم يوم الدين، فقد أخبرنا - صلى الله عليه وسلم - عن أول خلق الله ممن تسعر بهم النار يوم القيامة، وهم: متصدق أنفق ليقال جواد، وقارئ تعلم العلم وعلمه ليقال عالم، ومجاهد قاتل ليقال جريء، وهذا الحديث قد حدث به أبو هريرة، وكان يغشى عليه من هوله كلما أراد التحديث به، فيمسح وجهه بالماء، حتى استطاع التحديث به، وفي مجال عدم الإخلاص في طلب العلم يقول - صلى الله عليه وسلم -: (من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرض من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)، وقال: (من طلب العلم ليماري به السفهاء، أو ليباهي به العلماء، أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار).
- الإخلاص يريح الناس يوم يقول الله للمرائين: (( اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء))[الحديث في السلسلة الصحيحة].
- الإخلاص ينجي الإنسان من حرمان الأجر ونقصانه، ولذلك فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءه رجل فقال: أرأيت رجل غزى يلتمس الأجر والذكر فقال - صلى الله عليه وسلم -: لا شيء له "ثلاثاً "، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه)، وابن مكرز رجل من أهل الشام قال: يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله، وهو يبتغي عرضاً من عرض الدنيا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( لا أجر له )، فأعظم ذلك الناس، فقالوا: عد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلعلك لم تفهمه - والمستفتي لابد أن يفهم المفتي - فقال له: لا أجر له فأعادها ثلاثاً فقال له: لا أجر له.
إذن القاعدة عند الله (( أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه)).
كذلك الإخلاص هو أساس أعمال القلوب، وأعمال الجوارح تبع ومكمل له، والإخلاص يعظم العمل الصغير حتى يصبح كالجبل، كما أن الرياء يحقر العمل الكبير حتى لا يزن عند الله هباء (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ))(الفرقان: 23).
قال ابن المبارك: "رب عمل صغير تكثره النية، ورب عمل كبير تصغره النية".
ثم إن الإخلاص مما يحمي به الإنسان نفسه من الشياطين، فهو حصن حصين لأن الشيطان نفسه قال لله لما أخذا العهد على نفسه أن يغوي عباده (( إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ))(الحجر: 40)، إذن فالشيطان لا يستطيع على من تحصن بالإخلاص، قال معروف الكرخي يذكر نفسه:" يا نفس أخلصي تتخلصي "، وكذلك فإن الحديث في هذا الموضوع مهم لأن هذا هدي سلفنا، وقد كانوا يبتدؤن به مؤلفاتهم مثل ما بدأ البخاري - رحمه الله – بحديث: (إنما الأعمال بالنيات)، وعبد الرحمن بن مهدي قال: من أراد أن يصنف كتاب فليبدأ بهذا الحديث.
من موسوعة الأخلاق
لفضيلة الأستاذ الدكتور
أحمد عبده عوض
الداعية واالمفكر الإسلامي


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض