أطلب ثمار الحسنات

أطلب ثمار الحسنات

ثمار الحسنات خير ما يجمع من الخيرات، فالحسنات تثمر كالشجرة الطيبة، تظلل صاحبها، وتشمله برحمة الله وسكينته، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إنَّ للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسَعةً في الرزق، وقوةً في البدن، ومحبةً في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمةً في القلب، ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضةً في قلوب الخلق). وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرا سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا، فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ) [الترمذي].

 وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِى قَلْبِى نُورًا، وَفِى بَصَرِى نُورًا، وَفِى سَمْعِى نُورًا، وَعَنْ يَمِينِى نُورًا، وَعَنْ يَسَارِى نُورًا، وَفَوْقِى نُورًا، وَتَحْتِى نُورًا، وَأَمَامِى نُورًا، وَخَلْفِى نُورًا، وَاجْعَلْ لِى نُورًا) متفق عليه. فهذه ثمار الحسنات والطاعات نور يملأ قلب المؤمن فيبدد ظلمات الحيرة والمعصية، ونور في سمع المؤمن فلا يسمع إلا خيرًا، ولا يصغي إلا إلى خير، ونور يحيط بالمؤمن عن يمينه وشماله وفوقه وتحته، فهو في جنة نور الطاعة في الدنيا قبل الآخرة.

وسئل الحسن البصري: ما بال من يقومون الليل وجوههم مضيئة؟ قال: قوم خلوا بالرحمن فكساهم نورا من نوره.

قال أبي بن كعب: {نورٌ عَلَى نُورٍ} فهو يتقلب في خمسة من النور، فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى الجنة، إنها هي السعادة الدائمة التي كتبها الله لأحبابه وأوليائه الذين تاجروا في طاعته وعلموا أن ما يحبه الله خير وأبقى مما يحبون.

الطاعة نور، والطاعة قوة، والطاعة سعادة يقول ابن حجر: (إن من واظب على الذكر عند النوم لم يصبه إعياء، لأن فاطمة شكت التعب من العمل فأحالها صلى الله عليه وسلم على ذلك) ويعضد ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ لِلْمَسَاجِدِ أَوْتَادًا الْمَلاَئِكَةُ جُلَسَاؤُهُمْ إِنْ غَابُوا يَفْتَقِدُونَهُمْ، وَإِنْ مَرِضُوا عَادُوهُمْ، وَإِنْ كَانُوا فِى حَاجَةٍ أَعَانُوهُمْ) [رواه أحمد والحاكم].

فأهل الصلاة ورواد المساجد معانون من ملائكة الرحمن، وإذا مرضوا أو أصابهم مكروه من يخفف عنهم ويدعو الله لهم؟ إنهم الملائكة. وحديثًا ثبت أن الذكر والقرآن والعبادة عموما تؤثر علي طبيعة الإنسان، بل علي طبيعة كل كائن حي، فالنبات يزداد نموًّا عند سماع آيات الذكر الحكيم، وكذلك الأجنة في بطون أمهاتها.

وثبت كذلك أن اختيار ساعات الصلاة في أوقاتها الخمسة إعجاز علمي، حيث يحتاج الجسم في هذه الأوقات إلي النهوض، وأداء الصلاة ليتخلص من مواد ضارة تصيبه، وتزوده بهرمونات ترفع من كفاءة الجسم، وخاصة صلاة الفجر، وما يتنزل في وقت السحر من غازات مفيدة للجسم. وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّى أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ - قَالَ - فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِى السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ - قَالَ - ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِى الأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّى أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ - قَالَ - فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِى فِى أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ - قَالَ - فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِى الأَرْضِ) [البخاري ومسلم].

نسأل الله العلي العظيم أن نكون من أهل ثمار الحسنات والطاعات التي كتبها الله لأصفيائه وأوليائه.

 


تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض