نماذج جديدة لتناسب الأسلوب القرآني

الرئيسية المقالات مقالات دينية

نماذج جديدة لتناسب الأسلوب القرآني

نماذج جديدة لتناسب الأسلوب القرآني
أولا - التناسب في الآية الواحدة
من الأسباب التي تبين جودة التناسب بين الآيات في السورة، أنك ترى الآية بينها من الجمل ما تظنُّ أنها منفصلة عما قبلها فإذا تأملت وجدت جمال الاتصال والتناسب في الآية أو بين الآيات، فيكون الترتيب بهذا التاسب أجمل ائتلافا وأقوى اتّصالا من أي كلام آخر في غير القرآن، ومن الشواهد على ذلك قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[البقرة:189].
فهذه الآية قد اشتملت على جملتين: الأولى: السؤال عن الأهلة، والأخرى: نفي البر عن إتيان البيوت من ظهورها، ومن لا يمعن النظر في تناسب الآية، واتساق جمالها لا يقف على مقصودها.
أما عن وجه اتصال الكلام ومناسبته فقد ورد في الآية السؤال عن الحكمة من الأهلة ثم جاء الجواب عنها وعن النهي عن إتيان البيوت من ظهورها، وقد ذكر العلماء أن من البلاغة أن يأتي الجواب أعم من السؤال عند الحاجة إلى ذلك، وذلك أنه تعالى لما أجابهم عما سألوا عنه في الأهلة بين لهم ما لم يسألوا عنه تعليما لهم حقيقة البر ورحمة بهم في تخفيف ما اعتادوا عليه.
ومن الأمثلة كذلك: قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}[الشورى،51: 52] فقد اشتملت الآيات على معان ثلاثة:
الأول: بيان أن الله أوحى إليه هذا القرآن حال كونه قبل النبوة لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان، ولكن حين نزل وقُرئ صار نورًا، يهدي به الله من يشاء من عباده.
الثاني: إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الهادي إلى الطريق المستقيم بالدلالة والإرشاد.

الثالث: الإخبار بصيرورة الأمور إلى الله تعالى

تصفح أيضا

الغفور

الغفور

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض