عدوى الرّهاب الاجتماعي، وعلاقته بوقف الحال

الرئيسية المقالات مقالات دينية

عدوى الرّهاب الاجتماعي، وعلاقته بوقف الحال

عدوى الرّهاب الاجتماعي، وعلاقته بوقف الحال
إذن الرّهاب الاجتماعي له ظواهر، وتحدثنا عن بعض ظواهره التي تظهر على الإنسان، وأخطر ما في هذا المرض أنه قد يُصيب بعض البيوت بالعدوى؛ البيت كله عنده رِهابٌ اجتماعيٌ؛ كلهم يخافون أن يزوروا أو يُزاروا، يخافون من التعامل مع الناس، يخافون أن يقترب أحدٌ من حياتهم، ويبدأ المريض بهذا المرض إما أنه ينام كثيرًا، ومن الممكن أن ينام اليوم كله؛ فهو ليس عنده أمل، فلماذا يستيقظ؟! وبالتالي ستصيبه حالة من الخمول الزائد، ليست عنده رغبة في شيء وسيصيبه زهد في الحياة، لا يأكل، ولا يشرب، والزُّهد الذي يصيبه هذا هو زُهدٌ غير ديني، بل هو زهد دُنيوي، أو من الممكن أن يكون الإنسان المبتلى بهذا المرض لا ينام؛ يظلّ في حالة قلق وفزع، ومن الممكن أن يُمسك بالقلم، ويرسم دوائر، وينشغل بأمور تافهة تجعل النوم يُفارق جفونه، وإذا نام لابد أن يستخدم مهدئا، أو مُخدِّرًا لكي يُمَكِّنَهُ من النوم، وكل إنسان عنده هذا المرض معناه أنَّ حياته متوقفة تماما، وهذا وَقفُ حَالٍ لحياته؛ فالأيام تمر، والشهور تمر، والسنون تمر، فلا ينبغي على الشَّخصِ أن يَظَلَّ جالسًا نائمًا، بل لابُدَّ عليه أن يتغلَّبَ على نفسهِ، وإلا تَمَلَّكَهُ ذلك الشعور، ويتحول ذلك عنده إلى إدمان، وعندنا حالات كثيرة تحولت من حالة الرّهاب والخوفِ الاجتماعي والانغلاقِ على الذَّات إلى إدمانِ المخدرات.
إنَّ هذا الرّهاب الاجتماعي كما قلنا – سابقا – هو حالة من حالات وقف الحال عند أهل البلاء؛ الذين ابتلوا بهذا المرض، وهو مظهر من مظاهر الموت البطيء؛ لأن الإنسان لابد وأن يكون له آمال في الحياة، وغايات في الحياة، فعندما يُصاب بحالةٍ من اليأسِ والإحباطِ، ويجلس ينتظر الموت في هذه الحالة تُصبح حياته متوقفةً وصَعبةً، وتحتاج إلى قرارٍ حاسمٍ من ذلك الشخص.

تصفح أيضا

العظيم

العظيم

الكريم

الكريم

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض