تسامح صلاح الدين الأيوبي

الرئيسية المقالات مقالات دينية

تسامح صلاح الدين الأيوبي

تسامح صلاح الدين الأيوبي
يدخل صلاح الدين بيت المقدس منتصرًا على الأعداء، ولكنه لم يقتل إنسانًا، ولم يأمر أحدًا، ولم تنهب جيوشه بيتًا من البيوت، فقد أمن الجميع على أموالهم وأمتعتهم، وعامل الكل بالرأفة والرحمة فدهش الأعداء كثيرًا لعدله وشفقته وحسن معاملته.
وبينما كان ماشيًا في طرقات بيت المقدس تقدّم إليه رجل مسيحي كبير السن، يعلق صليبًا ذهبيًا في رقبته، وقال له: أيها القائد العظيم، لقد كتب لك النصر على أعدائك، فلماذا لم تعذبهم، ولماذا لم تنتقم منهم، وتفعل معهم مثل ما فعلوا معكم، وأنت تعلم أنهم أتوا كثيرًا من الفظائع، ونهبوا الأموال، وقتلوا النساء والأطفال والرجال، حينما فتحوا بيت المقدس. فقال له صلاح الدين: أيها الشيخ: إن ديني يمنعني من تعذيب أي إنسان ويمنعني من الانتقام، ولن أفعل مثل ما فعلوا.
فقال له الشيخ: وهل دينكم يمنعكم من الانتقام من قوم بدؤكم بالعداوة، وعذبوا قومكم بكل أنواع العذاب؟
فقال له صلاح الدين: نعم إن ديننا يمنعنا أن نفعل مثل أعدائنا في عنادهم، ويأمرنا أن نكون أوفياء بوعودنا، وأن نعفو عمن أساء إلينا، ونصفح عمن أذنب عند المقدرة.
وتأتي إليه فتاة فرنسية قتل والدها في الحرب، وأسر أخواها وتتقدم نحوه وتنعته أمام الناس بأنه مجرم قاتل، وتوجه إليه أقبح الشتائم، ورغم ذلك يبتسم القائد صلاح الدين، ويعفو عنها ويفك أسر شقيقتها.
وذات يوم كان جالسًا في خيمته، يحكم بالعدل بين الناس، وتقف أمامه سيدة مسيحية، تصيح والحزن يخنق صوتها، حتى ارتمت على الأرض، وتقول له: لقد اختطف اللصوص ولدي وأسر زوجي في الحرب، وهو الذي ينفق علي. فتألم صلاح الدين، وحزن لحالها، وأمر بإخراج زوجها من الأسر، ثم طلب من جنوده أن يبحثوا عن الغلام المسروق، فبحثوا عنه حتى وجدوه، فأحضروه لأمه ففرحت السيدة حتى بكت من شدة الفرح، وأخذت تثني عليه، وتدعو له بالبركة في العمر.
وهكذا يتأكد لنا من تلك النماذج وغيرها تسامح القائد المسلم صلاح الدين، وأثر ذلك السلوك الحسن في نفوس أعدائه.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض