نتيجة الذكر الكثير أحبائي، إنَّ نتيجة الذِّكر الكثير نتيجة مبهرة مع بساطتها؛ فالنتيجة هي: الرحمة والهداية والشفاء من الأمراض في الدنيا، والجنة والنعيم والرضا يوم القيامة، لنقرأ هذا النص القرآني، يقول تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)) [الأحزاب: 41-44]. أما عن علاج ضعف الإنسان، فيجب أن تعلموا أحبائي -سلمكم الله وحفظكم من كل سوء- أن الإنسان حينما يستشعر الضعف تصيبه حالة من الضعف وتصيبه حالة من الوخم وتصيبه حالة من الكسل، وتصيبه حالة من أنه يتمنى أن يفعل أشياء هو مكلف بها، ولكنه لا يرغب في أن يفعلها كان تكون هناك امرأة مثلا تريد أن تنظف البيت لأولادها ولكنها لا تفعل؛ تصيبها حالة من ضعف الهمة وحالة من اللامبالاة والضعف والكسل، فكل إنسان يستسلم لضعفه، ويبقى نائما في السرير طول الوقت مع أن ذلك الإنسان لو نزل يصلي الفجر لا ستشعر قوة عجيبة، ولو ذكر الله ألف مرة لاستشعر قوة غريبة وعجيبة، فهناك إنسان آخر لا يرغب في العمل ومن الممكن أن يكون الأمر مبالغا فيه، وهو عدم الرغبة في الحياة، وكل ذلك يحدث؛ لأن الإنسان سلم نفسه للضعف، وانهزم من داخله، ومن أسباب ضعف الإنسان هو الالتفات للآخر؛ إذ يجب على كل إنسان أن يلتفت لحاله هو فقط؛ وهناك مثال على ذلك امرأة كانت تعبد الله عبادة متميزة، ولكن فاتها سنّ الزواج فجاءت عليها فترة وأخذت تقول: لم أصلي؟ ماذا فعلت لي الصلاة؟! فأنا لم أتزوج! وهكذا فإن هذه المرأة بعد أن كانت في معية الله أثابها التفات القلب وابتعد أكثر فأكثر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهكذا فإن حالة الالتفات وأن القلب يفتن وأن العينين حداقتان؛ لأنها تنظر لأحوال غيره؛ فهناك إنسان ينظر لزميله ويتعجب من نجاحه مع أنه أفضل منه في كل شيء فيصيبه فتور، وضعف بسبب الالتفات الذي صدر من قلبه، ومن هنا يأتي الاستغفار كي يقوي المناعة لدى الإنسان، ويأتي ذكر الله كي يقوي الإنسان ويمنع عنه أمراض كثيرة وأهمها مرض ضعف القلب، ومن هنا تكثر عبارات الاعتراض فهناك إنسان يقول والعياذ بالله: (لقد اسودت الدنيا في وجهي)، وهؤلاء هم أصحاب النظارات السوداء، وكل ذلك يدلّ على ضعف الإيمان في القلب، وهناك إنسان يستشعر أن مرضه صار كبيرا فيقول: (لقد اسودت الدنيا في وجهي)، ولكن الدنيا لم تسود؛ لأنك مع المرض ومع الدين ومع التوتر سترى إنسانا جديدا وسترى ربا عظيما كريما يخفف عنك الآلام والأحزان بطريقة عظيمة، والفقير يقول أيضا: (لقد اسودت الدنيا في وجهي)، ولكنها لم تسود؛ فكل هذا ابتلاء من الله لأنه يحبك، والعلاج يكمن في الذكر، واللجوء إلى الله هو الذي يعالج كل شيء، والشيء المهم قبل ذلك هو قوة اليقين في الله عز وجل، فيجب علينا أن نستمد قوة اليقين في الله عز وجل حتى ولو كنت على شفا جرفٍ هار كُن على يقين بأن الله بجوارك، فلا تيأس من روح الله عز وجل.