من صفات رب العالمين في كتابه الكريم

الرئيسية المقالات مقالات دينية

من صفات رب العالمين في كتابه الكريم

من صفات رب العالمين في كتابه الكريم

الله تعالى هو الفاطر، وهو الواهب، وهو الوهاب، وهو المعطي، وهو المتفضل، وهو باسط اليدين بالعطايا، خزائنه ملأى لا تنفد أبدًا، لأنه هو السيد، فالجميع يحتاجون إليه لأنه هو القيوم، ولذلك نقرأ آية الكرسي {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة: 255).

 الله الذي لا يستحق الألوهية والعبودية إلا هو، الحيّ الذي له جميع معاني الحياة الكاملة، كما يليق بجلاله، القائم على كل شيء، لا تأخذه سِنة، أي: نعاس، ولا نوم، كل ما في السموات وما في الأرض ملك له، ولا يتجاسر أحد أن يشفع عنده إلا بإذنه، محيط علمه بجميع الكائنات، ماضيها وحاضرها ومستقبلها، يعلم ما بين أيدي الخلائق من الأمور المستقبلية، وما خلفهم من الأمور الماضية، ولا يطلع أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه الله، وسع كرسيه السموات والأرض، والكرسي هو موضع قدمي الرب جل جلاله، ولا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه، ولا يثقله سبحانه حفظهما، وهو العلي بذاته وصفاته على جميع مخلوقاته، الجامع لجميع صفات العظمة والكبرياء.. وهذه الآية أعظم آية في القرآن، وتسمى "آية الكرسي".

والقيوم معناه أنه تعالى هو القائم بذاته، وكل واحد منا لا يستطيع أن يحيا بنفسه، فلِكَي تأكل، ولكي تشرب، ولكي تلبس، ولكي تمشي، ولكي تسافر فأنت في حاجة إلى مَن يساعدك، لكن الله تعالى قائم بذاته والجميع يحتاجون إليه، قال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ للهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الرعد: 33).

ومعنى الآية الكريمة: أفمن هو قائم على كل نفس يُحصي عليها ما تعمل، أحق أن يعبد، أم هذه المخلوقات العاجزة؟ وهم مِن جهلهم جعلوا لله شركاء من خلقه يعبدونهم، قل لهم أيها الرسول: اذكروا أسماءهم وصفاتهم، ولن يجدوا من صفاتهم ما يجعلهم أهلًا للعبادة، أم تخبرون الله بشركاء في أرضه لا يعلمهم، أم تسمونهم شركاء بظاهر من اللفظ من غير أن يكون لهم حقيقة، بل حسن الشيطان للكفار قولهم الباطل وصدهم عن سبيل الله، ومَن لم يوفقه الله لهدايته فليس له أحد يهديه، ويوفقه إلى الحق والرشاد.

فالله تعالى قائم علينا جميعًا، قائم علينا بعلمه، قائم علينا بمشيئته، قائم علينا بإحاطته، ولذا قال {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (البقرة : 255)،  وهذا من معاني قولنا: "الله لا إله إلا هي الحى القيوم"، قال تعالى:{قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (الأنعام: 14).

والمعنى: قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين مع الله تعالى غيره: أغير الله تعالى أتخذ وليًّا ونصيرًا، وهو خالق السموات والأرض وما فيهن، وهو الذي يرزق خلقه ولا يرزقه أحد؟ قل أيها الرسول: إني أُمرتُ أن أكون أول من خضع وانقاد له بالعبودية من هذه الأمة، ونهيت أن أكون من المشركين معه غيره، فهو الذي يطعم الناس جميعًا، ولا يحتاج إلى أحد، "أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت"، أي: أنت في كل حالة لا بد أن تعلم، وأن تؤمن، وأن توقن أن الله تعالى قائم عليك في جميع الأحوال، قال تعالى:{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى} (العلق:14)، والمعنى: أي ألم يعلم بأن الله يرى كل ما يفعل؟ فالله تعالى هو السيد كما علمنا أن الذي خلقنى فهو يطعمني، لأنه هو السيد، فهو الذي فتح القلوب له، كما جاء في قوله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر: 22).

والمعنى: أفمن وسَّع الله صدره، فسعد بقبول الإسلام والانقياد له والإيمان به، فهو على بصيرةٍ من أمره وهدى من ربه، كمن ليس كذلك؟ لا يستوون، فويل وهلاك للذين قست قلوبهم، وأعرضت عن ذكر الله، أولئك في ضلال بيِّن عن الحق.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض