منهج التربية الحياتية بالفطرة في الإسلام

الرئيسية المقالات مقالات دينية

منهج التربية الحياتية بالفطرة في الإسلام

منهج التربية الحياتية بالفطرة في الإسلام
1- الإسلام دين يدعو إلى إعمال العقل وعدم التقليد ، فالمسلم مطالب بتوظيف قدراته العقلية توظيفًا كاملًا وكليًّا، وهو مطالب بمعرفة حقيقة العالم من حوله، وإعمال طاقاته العقلية والخُلقية والخِلقية .
2- لم يكن في تاريخ التربية فكرة كانت لها فعالية أقوى في تغيير مهمة التربية، وتغيير وظائفها في حياة الإنسان، أو كانت لها آثار أوسع أو تأثير أعمق في تغيير البيئة الحضارية إلى بيئة تلائم الإنسان، وفي كل جانب من جوانبها الدينية والتربوية والحضارية والسياسية، مثلما كان لمفهوم الفطرة الذي انطلق منه الإسلام، فلم تطرح قضية استقلالية الإنسان الفرد عن المجتمع الذي يولد فيه، قبل أن يطرحها الإسلام بالشكل أو بالقوة التي طرحها بها، ولم يشكك في صلاحية ما يتوارثه المجتمع من عقائد وفكر وقيم وحضارة لتربية الإنسان مثلما شكك بها الإسلام .
3- أكد مفهوم الفطرة أن الإنسان كائن يأتي إلى هذا العالم وفي خلقه هو فطرة خاصة به هي ما يرشحه لخير مصير عقلي وخلقي وديني وحضاري، وهي ما يجب أن يقرر نوع التربية الملائمة لهذا المصير، والصالحة له، وأكد هذا المفهوم أن ما يتوارثه المجتمع من دين أو فكر، أو معتقدات أو حضارة يحكم عليه أو له، بقدر ملاءمته لحاجات هذه الفطرة .

4- هذا التركيز على أن التربية التي تلائم طبيعة الإنسان موجودة فيما يأتي به الإنسان عند ولادته من فطرة تحمل طاقاته واستعداداته، وليس بالضرورة في المجتمع الذي يولد فيه المولود، تركيز لم يكن له مثيل فيما سبق الإسلام، أو لحقه من أديان وفلسفات تربوية أو فكرية، ولم تتنبه له التربية في الغرب إلا حديثًا عندما صارت ترى مشكلة التربية في نوع البيئة التي ينشأ فيها الإنسان، هذا الإلحاح على أن الدين والتربية المناسبة له هو ما ترشحه فطرة الإنسان له من مصير، وليس فيما توارثه المجتمع، نقل مهمة التربية نقلًا جذريًّا، وغير غاياتها تغييرًا أساسيًّا .

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض