لا خير في حياة إلا لتائب

الرئيسية المقالات مقالات دينية

لا خير في حياة إلا لتائب

((لا خير في حياة إلا لتائب)).
ومعنى تائب، أي يحاول كل يوم أن يرتفعَ بتوبته، ويرتفعَ بـعملِهِ، ويرتفع بـصلاتِهِ، ويرتفع بـيقينه، ويرتفع بحبه، ويرتفع بإخلاصه، ويرتفع بسعيه إلى لقمة العيش، وذهابه لأمه وأبيه، وسعيه على وزوجته وأولاده، هذه هي التوبة التي يغفرُ الله تعالى بها الذنوبَ وإن عظمُت.
لأجل هذا كان كثيرٌ من الصحابة يبكون عند الموت، ولم يكن بكاؤهم رضي اللهُ تعالى عنهم ندمًا، وإنما كان بكاؤهم كما كان حالُ معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه بكى عند الموت، وعندما سُئِلَ، لِمَ تبكي يا صاحب رسول الله، فقال: لست أبكي على الدنيا، ولست جزعًا من الموت، وإنما أبكي على ظمأ الهواجر، وكانوا يحبون الصيام في الحر، وأبكي على قيام الليل، هذه المتع التي سأُحرمُ منها، فهو يموت وهو آسفٌ؛ لأنه كان يتمنى أن يحيى طويلًا لكي يبدع، ويحس بصورة قوية قلبية في العبادة وفي الطاعة.
العبادة لا تُؤَدَّى باللسان، لا بد أن يجتمعَ فيها القلبُ مع اللسان، حتى تكونَ العبادةُ، والأذكارُ، والدعاءُ، مستجابة عند الملك، والذي لا ينظرُ إلى لسانِهِ، وينظرُ إلى قلبِهِ الذي هو عنوانُ التزامِكَ، الذي هو عنوان استقامتِكَ، إن الله تعالى يحبُ أن ينظرَ إلى هذه القلوب.
إن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح لنا أن الله تعالى أَعذرَ رجلًا بلغ الستين عامًا، لا بد أن تكون حياتهُ كلها توبة في توبة، وإذا بلغ الإنسانُ سن الأربعين نُوديَ عليه كل يوم، يا فلان، تذكَّر، جاوزتَ الأربعين، صِرتَ إلى القبرِ قريبًا، أما إذا بلغ الستين فقد أعذر الله إليه، كما قال سيدُنَا، صلواتُ ربي وسلامُهُ عليه وعلى آله وصحبه الكرام: خيركم من طال عمره، وصلُحَ عمله.
طولُ العمر مستحبٌ في حالةِ إذا كانت أيامُكَ مُعَمرة بالطاعات، وطول العمر غير مستحب إذا كان الإنسان يؤدي سيئات جارية، كما قلتُ لك في كتابنَا ((التكافل الاجتماعي والإغاثة))، إن هناك من الناس من لهم صدقات جارية، وهناك من الناس من لهم سيئات جارية، فحياته عبارة عن تجارة في السيئات، وعندما مات لا زال أولاده، أو أحفاده يتاجرون في نفس الخط الأسود الذي كان يسير عليه، فـماذا أَبقى لهم؟ أبقى لهم سيئات جارية، قال تعالى: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 74].

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض