بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الذي معنا يتكلم عن فضل المدينة، وأن المدينة تنفي شرارا، وعندنا مجموعة من الأحاديث المهمة في هذا الباب
ومنها الحديث الذي معنا الذي سأقرأه عليكم ثم نردف بباقي الأحاديث في الباب نفسه.
عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «إنها طيبة (يعني المدينة طيبة بسكون الياء) تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة»
أخرجه الإمام البخاري
وحديث آخر في السياق نفسه «إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها» الله أكبر، وينصع طيبها يعني يصفو، يعني الإنسان الصالح لو راح المدينة هينور
أما الإنسان الخبيث اللئيم فليس له مكان في المدينة، وليس بالضرورة أن كل المسلمين يذهبون كي يقيموا في المدينة
ولكن من طابت له مصلحة أو جاءته وظيفة أو سفرية في المدينة فإنه يبقى فيها من الزمان ما يستطيع وعندنا أحاديث كثيرة عن فضل الموت في المدينة، سنأخذها الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى.
المدينة لها تسعة وتسعون اسما كما أن النبي صلى الله عليه وسلم له تسعة وتسعون اسما وقيل أكثر من هذا.
إنها طيبة، لها عدة معان؛ المعنى الأول: أن الله تعالى طيبها للصحابة إنها طيبة أن الله تعالى جعلها شفاءًّ بعد أن نقل حماها إلى الجحفة
الأمر الثالث أن الله تعالى طيب الساكنين في المدينة وهم عاشقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المدينة يا سادة يا كرام لا تقبل وجود الخبثاء بها فإنها تنفي الخبث، يعني الخبيث كما تنفي النار خبث الفضة
وفي حديث آخر خبث الذهب والفضة
والحديث الذي معنا حديث مهم جدا في فضل مدينته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام وأنها طاهرة وأنها طيبة وأنها سعادة لمن ذهبوا إليها
وكل الناس في العالم لا تحب أن تبقى في مكة بينما يحبون البقاء في المدينة طوال فترة العمرة أو الحج، المدينة مغناطيس إيماني قوي يشد الأرواح المؤمنة المتعطشة إلى بركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
غير أن الإقامة في مكة وفي المدينة مكلفة، لا أقول مكلفة ماليًا، لأ، مكلفة في الدرجات
يعني الذي بيعمل سيئة في مكة أو في المدينة تضاعف عليه وتلك مسئولية عظيمة، وفي الوقت نفسه من عمل صالحا في مكة أو المدينة فإن الله تعالى يضاعف له الأجر والثواب
الحمد لله رب العالمين، الذي جعل المدينة دار الإسلام وموأد الإيمان والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا.
