في نور الأسماء الحسنى (14) اسم الله المصور فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير

الرئيسية المقالات مقالات دينية

في نور الأسماء الحسنى (14) اسم الله المصور فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير


"هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى، يسبح له مع في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم"

أيها السادة الكرام الكمّل

 اسم المصور هو آخر اسم ورد في سورة الحشر، هو دلالة على أن الله تعالى يصور الأشياء قبل وجودها، وجعل لها صورًا مختلفة، متشابهة وغير متشابهة

 ولا يقدر على هذا إلا الله سبحانه وتعالى

حتى وإن كانت متشابهة، في المنظر العام ولكنها مختلفة في الصفات

يعني قد نرى شيئين متشابهين تمامًا، ولكن الصفات الداخلية فيهما مختلفة

"هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء، لا إله إلا هو العزيز الحكيم"

وتصوير الإنسان في رحم الأم، قصة فريدة عجيبة، لا يقدر عليها إلا الله

 ومراحل خلق الإنسان في بطن الأم مراحل عجيبة وفريدة، جعلت آلاف العلماء من علماء الطب والأجنة، يدخلون في دين الله أفواجًا

"هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء"

 المشيئة عند الله سبحانه وتعالى في الخلق، في الإيجاد، في الإمداد

 ومن تجليات اسم المصور؛ أن تعلم أن الخلق يسير على أمرين: الإيجاد والإمداد

{والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلموا شيئًا} هذا إيجاد

 الإمداد {وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة، لعكم تشكرون}.

أوجد الله النباتات والزهور ثم أمدها بالماء ولولا الماء ما كانت الحياة، خلق الله الحيوانات والحشرات وكذا، والأنعام

ثم أمدها بأسباب القوة والمنعة، التي تحفظها خلق الله الفاكهة ثم حماها بقشريات قوية

 ولولا القشريات التي على الموز وعلى البطيخ ما استطاع أن يعيش لا الموز ولا البطيخ بصورة خاصة

لا بد أن تفرق بين نعمة الخلق، ونعمة الإيجاد، ونعمة الإمداد، الخلق هو الذي يصوركم

 التصوير ليس فقط في الإنسان لا، لكل شيء له بداية له حبة

 {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر}

كل هذا العلم سبحانه وتعالى حتى الحبة في ظلمات الأرض يعلمها الله

 حتى الرفض يصوره الله، حتى اليابس يقدره الله سبحانه وتعالى

 {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم، ما فرطنا في الكتاب من شيء، ثم إلى ربهم يحشرون}.

أيها السادة الكرام الكمّل، أيها الصالحون الكبار، المصور يجعل المسلم في منعة من الذنوب

وإذا أذنب يرجع بسرعة، لأن الله تعالى الذي صورك عليم بك وعليم بحالك

 ولعلك ترى المشاهد أمامك الجميلة تعكس لك الخلق، والإيجاد، والإمداد

كان هناك رجل يعمل عند السلطان، وكان يخرج في الشارع لا تظلموا أحدًا بعد هذا، ينادي مثل المنادي، كان رئيسًا للشرطة، فقالوا له: ما قصة هذا الكلام

 قال: ذات يوم رأيت صيادًا معه سمكة كبيرة، فأعجبتني السمكة، فأخذتها منه قهرًا، وضربته وأوجعته حتى أخذت السمكة، فقال لي الرجل: إنها قوت أولادي

 أبيعها لكي يرتزق بها أولادي، فلم ألتفت إلى كلامه، فأخذت السمكة منه وبينما أنا عائد بها إلى البيت

 ضربتني على يدي ضربة شديدة، وظل الألم يشتد عليّ ألمًا شديدًا فذهبت إلى الطبيب

فقال لي: إن الموضع هذا لا بد أن يقطع فإن الأكلة يعني السوس سينتشر منه إلى باقي الجسم

فقطع أصابعي، ثم قطع كفي، ثم قطع ذراعي إلى منتصف، ثم قطع ذراعي إلى الكتف

 فقال لي الناس: لا بد أن ثمة شيئًا غريبًا، ماذا حدث، فذكر القصة، فقالوا ابحث عن الصياد فاذهب فاستسمحه حتى لا ينتشر الداء إلى كل جسمك، سبحان الله

 قال فذهبت إلى الصياد، وظللت أبحث عنه حتى وصلت إليه، فما زلت به حتى وجدته فانكببت على قدميه، وطلبت منه العفو، فقال ما قصتك، فذكرت القصة

 فقال لي: وهل دعوت علي، قال له الصياد: نعم دعوت عليك فقلت: اللهم إن هذا تقوى علي بقوته اللهم فانصرني عليه بقوتك، كلام يكتب بماء الذهب، وماء العيون، درس لكل الظالمين

اللهم إن هذا تقوى عليّ بقوته على ضعفي، فانصرني عليه بقوتك عليه، لعل الله تعالى استجاب لي جل جلاله

فقلت له: يا سيدي لقد أراك الله قدرته عليّ، ها أنذا أستشفع إليك، أستميحك عذرًا، أن تسامحني وأن تعفو عني، فسامحه الصياد، وعفا عنه

"ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم

{فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو انتقام}.

أيها السادة الكرام، دروس الحياة دروس موجعة

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم، فإن كان عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له أُخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه».

أيها السادة الكرام الكمّل، اسم المصور سبحانه وتعالى يعطيك إيمانًا قويًّا أن الله تعالى يصور كل شيء

 يقدر على كل شيء، الإمام الشافعي رضي الله عنه، دخل في مناظرة مع كافر، مع ملحد

فقال له الملحد: كيف أرى الله، فقال له الشافعي بذكائه الفريد: ترى الله تعالى في ورقة التوت، إذا أكلتها الماعز والشياه، جاءت باللبن

 وإذا أكلتها دودة القز جاءت بالحرير، وإذا أكلها النحل جاءت بعسل النحل، إلى غير ذلك من فوائدها المعلومة وغير المعلومة، الرجل آمن بالله تعالى بورقة التوت

 {هذا خلق الله، فأروني ماذا خلق الذين من دونه}.

أيها السادة الكرام الكمّل، كلنا في حاجة إلى اليقين باسم الله تعالى المصور لكي نعرف نعمة التصوير،

نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، ولولا الإمداد، ما استمر الإيجاد، يعني ربنا أوجدنا وأمدنا بالهواء، ماذا لو حُبس الهواء عنا، نموت جميعًا، ربنا أوجدنا، وأمدنا بالقلب، ماذا لو توقف القلب؟ وهكذا.

 فبأي آلاء ربكما تكذبان .

استمتعنا اليوم مع اسم الله المصور، وكلما تعمقنا في نور الأسماء الحسنى، نزداد إيمانًا ويقينًا بقدرة رب العالمين.

 

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض