في نور الأسماء الحسنى (16) اسم الله القهار لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير

الرئيسية المقالات مقالات دينية

في نور الأسماء الحسنى (16) اسم الله القهار لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير


الله تعالى القهار، هو الذي يقسم ظهور الجبابرة

الله تعالى هو الذي يقهرهم بالموت، الله تعالى هو الغالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

الله تعالى هو الذي حكمه نافذ، والذي أمره نافذ

الله سبحانه وتعالى هو الذي قهر العباد بسلطانه وقدرته، ومشيئته

الله تعالى هو الذي يملك سلطان القهر، يغير ما يشاء ويبدل ما يشاء لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون

الله تعالى هو القهار، وهو القاهر، وهو القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير

الله تعالى هو القاهر

{وهو القاهر فوق عباده، ويرسل عليكم حفظة، حتى جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون}

الله تعالى هو القاهر وهو القهار

{قل الله خالق كل شيء، وهو الواحد القهار}

القهار هو الذي يقهر ولا يُقهر، هو الذي يقهر بقدرته بأمره تعالى بين الكاف والنون.

{وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه، وما كانوا يعرشون}.

القهار هو الغالب على أمره

{الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسالون}.

الله تعالى هو القهار الذي قهر الأرواح والأجساد، إلى مشيئته وإلى قدرته.

المسلم يا سادة يا كرام يستفيد وينتفع من اسمه تعالى القهار، أن يقهر أعضاءه ونفسه على العبودية الحقة لله رب العالمين

لا بد أن نركز على كيف نستفيد من كل اسم؟

كيف ننتفع من كل اسم من هذه الأسماء؟

إذًا سألتني كيف يستطيع المسلم أن يقهر أعضائه؟

وأن يجعلها قابلة للعبودية لله رب العالمين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي ما افترضته عليه، وما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، ولئن سألني لأعطينه، ولأن استعاذني لأعيذنه».

القهر أن الإنسان يفعل شيئًا ليس معتادًا عليه لأجل الله مثلًا

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب»

أنت تسمع أحدا يشتمك يسبك وأنت لا ترد عليه، وأنت متغافل عنه، هذا هو القهر إنك قاهرت لسانك، تكف الأذى عن الناس

الحالة الضمضمية «أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم، قالوا ومن أبو ضمضم، قال رجل من أهل الجنة إذا أصبح قال اللهم هذا عرضي لك يعني بدني، فمن سبني أو شتمني أو أهانني أو اعتدى عليّ فإني أجعل ذلك كله لك، هذا قهر

القهر أن تفعل بخلاف البشر، بخلاف ما ألفه البشر، خرج جماعة من الناس في رحلة أو في غزوة

المهم أنهم كانوا في سفر، وكان معهم رجل كبير في السن، مسن، فعندما ركبوا السفينة أصابه مرض شديد

فيظل يرجّع عنده تعنية وإسهال وتقيئ ويرجع من أسفل، فقام عليه شاب صالح، ظل يخدم عليه الليل كله ولم ينم

يغسل له ويمسح له وكذا، حتى استرد الرجل عافيته عند الفجر، فقال من الذي يطببني ويمرضني

فقالوا له: هذا الفتى، فقال: لعنك الله، وقبحك الله وكذا وكذا، وظل يشتم الفتى، فرد عليه الفتى

فقال: جزاك الله خيرًا لقد أحسنت إليّ إحسانًا عظيمًا، فقالوا له: هل أنت في درجة من النبوة والصديقية، أنك تُشتم ولا ترد وتدعيله أيضًا

فقال إني لم أسمعه يدعو عليا، سمعته يقول جزاك الله خيرًا، بارك الله فيك على حسن صنيعك

الإنسان يسمع ما يحب، يتلقى ما يهوى أن يحب أن يتلقى، هذا هو رجل من أهل الجنة

هذا شاب من أهل الجنة، ليه من أهل الجنة

وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين

دخل أحد الناس الجنة فشاهد خيرًا كثيرًا لم يكن يتوقعه

فقال يا رب إن عملي لا يساوي هذا الخير الكبير، فقالت الملائكة له: بوقوع الناس فيك، ولم ترد عليهم

وقع رجل في الإمام الحسن البصري، وظل يشتمه في كل مكان، وفي كل مجلس

فأرسل إليه الإمام الحسن البصري طبقًا فيه فاكهة، فتعجب الرجل فقال له: أنا أشتمك صباح مساء ووهبت نفسي لشتمك ثم ترسل إلي طبقًا من فاكهة؟

قال له: نعم لأنك أحسنت إلي لأنك أكرمتني لأنك بالغت في كرمي، أهديت إليّ حسنات عظام فأردت أن أشكرك

فأرسلت إليك هذه الفاكهة الفخمة الضخمة، فلم يقع الرجل في عرضه بعد هذا أبدًا.

{وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا}

كان يأتي الرجل إلى سيدنا صلى الله عليه وسلم فيجذبه هكذا ويشده شدًّا شديدًا، ويتوقع الرجل أن النبي سيرد عليه بكلمة نابية أو بشيء من هذا

فلا يجد الرجل إلا ابتسامة عريضة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يتعلم الناس أن الإنسان إذا كظم غيظه دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وجوزه من أي حور العين شاء.

الله تعالى هو القهار وهو القاهر، ويستفيد المسلم من القهار ومن القاهر أن يحجب الشهوات، والمعاصي عن قلبه

ترى الناس في حالة من اللهو، وأنت ذاكر ذكار، مع من قال الله عنهم

{والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، أعد اللهم مغفرة وأجرًا عظيمًا}.

الجسم يحب أن ينام، أن يقطع قسطًا طويلًا من الراحة، لكنك لم تنم إلا قليلًا، وأقمت بدنك، ما تيسر من الليل، وأولادك نائمون، وزوجتك نائمة

والناس كلهم نائمون، ولكنك بسلطان القهر بسجدك أقمته بين يدي الملك

{تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا، ومما رزقناهم ينفقون، كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون}.

القهر لنفسك لأعضائك أن تفعل شيئًا لا يستطيع الناس الإتيان به ولا يقدرون عليه لأنك استوليت على بدنك، فجعلته منضبطًا لأحكام الله

ولما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة

ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}.

  

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض