في نور الأسماء الحسنى (13) اسم الله البارئ لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير

الرئيسية المقالات مقالات دينية

في نور الأسماء الحسنى (13) اسم الله البارئ لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي الكبير


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفر والصلاة والسلام على البشير النذير، السراج المنير، الصادق الوعد الأمين.

"هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى، يسبح له ما في السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم"

والبارئ؛ الذي ورد أيضًا في قوله تعالى:

"فتوبوا إلى بارئكم، فاقتلوا أنفسكم، ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم، إنه هو التواب الرحيم"

والبارئ يا سادة يا كرام هو الموجد لكل شيء دون نموذج أو نظام سابق، والبارئ هو المنشئ من العدم

 والبارئ هو الذي ذرأ الخلق فأوجدهم بقدرته، والبارئ هو الذي قدر الأشياء في علمه الأزلي، سبحانه وتعالى

والبارئ يختلف عن الخالق

البارئ هو الذي نفذ الخلق والبارئ ورد في القرآن الكريم ثلاثة مرات كما شرحت لك، مرة في سورة الحشر وتلوتها عليك، ومرتين في سورة البقرة وتلوتها عليك

كل اسم من الأسماء الحسنى قد يتشابه، ربما يتشابه مع اسم آخر في الدلالة، يعني نقول مثلًا فاطر وخالق، خالق وبارئ

 ولكن في الحقيقة كل اسم له أصول مختلفة تمامًا، البارئ هو الذي برأ الخلق من العدم، دون أن يكون هناك مثال سابق، هو البارئ.

الإيمان بأن الله تعالى هو البارئ واجب شرعًا على كل مسلم، فإذا علمت أن الله تعالى هو البارئ وجب عليك أن تتخلق بأسماء البارئ

 البارئ هو الذي يعطيك الأمل لأنه خلق الأشياء من عدم

 البارئ هو الذي يجعلك لا تيأس من رحمة الله عز وجل، "يا بني اذهبوا فتحسبوا من يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون"

البارئ معناه أن المسلم قريب إلى الفرج

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}.

هو الغفور الرحيم الذي ملأ الكون عفوًا ومغفرة وتوبة وهداية وصلاحًا.

البارئ هو الذي أوجد في المسلم حالة الرضا

 من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، كان حقًّا على الله أن يرضيه.

البارئ هو الذي أوجد فينا الرغبة في الدعاء، والرغبة في الإنابة

 {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان، فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}.

البارئ هو الذي تجلى على الكون بألوهيته وتفرده

 فوجب عليك أن تكون على يقين كامل أن الله تعالى وهو البارئ لا يختار لك أبدًا إلا كل خير

فمن آمن بالقدر أمن من الكدر، الحياة لا تصفو لك إلا بالإيمان، وبنور الإيمان، وبحب الرحمن

الحياة لا تهنأ لك إلا إذا كنت على يقين أن الله تعالى لا يريد لك إلا الخير

 قد يبدو الأمر شرًّا أمامك، وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم.

لقد جرت عليّ حادثة شنيعة وأن اصغير، وظننت أنها النهاية، لأنني تأخرت عن الدراسة تقريبًا ستة أشهر

 ولكن الله سبحانه وتعالى جبرني، بهذه الحادثة وهو البارئ، أكرمني وهو البارئ، أعزني بها وهو البارئ، وظللت أتنعم بتأثير هذه الحادثة في حياتي سنوات عديدة، ربما إلى يومنا هذا

البارئ يبعث فيك اليقين، بالمشيئة الإلهية، النبي صلى الله وسلم، يمنعه الكفار من دخول مكة في العام السادس، عام الحديبية

وظن الصحابة أن الدنيا أجذبت وأن الظروف كلها ضد الصحابة، وحزنوا حزنًا شديدًا

 حتى قال الفاروق عمر: لم نعط الدنية في ديننا يا رسول الله، حتى قال الفاروق عمر: ألست على الحق، ألست رسول الله

 ورغم أن هذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم في يقينه في البارئ كان يرد ردًّا علميًا جميلًا، ردًّا إيمانيًّا، رد الموقن: «إني رسول الله ولن يضيعني»

وامتثل الصحابة لأمر سيدنا صلى الله عليه وسلم، فحلقوا رؤوسهم تشبهًا بسيدنا صلى الله عليه وسلم

وهموا بالرحيل من مكة، وفي حلوقهم غصة، وفي ظهورهم شوكة أنهم تمنوا لو دخلوا وأدوا عمرة

 لكن المشيئة الإلهية أنهم لن يدخلوا مكة هذا العام، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم، راضيًا بقضاء الله عز وجل

 أما الصحابة رضي الله عنهم فكانوا منزعجين جدًّا، وعبر عن هذا سيدنا عمر، بلغة حادة شديدة ظل يندم عنها العمر كله

 حتى قال لسيدنا: ألم تقل لي إني أطوف حول البيت وأسعى بين الصفوة والمروة، وأفعل وأفعل

قال له: بلى، هل قلت لك أنك تطوف حول البيت هذا العام؟ فسكت عمر، وبعدها النبي عائد صلى الله عليه وسلم جاءته البشرى من الله

 {لقد صدق الله رسوله الرؤية بالحق، لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين، محلقين رؤوسكم ومقصرين، لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحًا قريبًا}

 لم يأت هذا على خلّد أحد أن الضيق الذي تعرضوا له في مكة، سيأتي بعده فتح أكبر، لم يكن فتحًا عاديًّا لا، من أكبر فتوحات الإسلام

ولذا يحتفل المسلمون في كل أنحاء العالم، يوم 20 رمضان فتح مكة، أكبر فتح في تاريخ الدنيا كلها

 إن النبي صلى الله عليه وسلم يا سادة يا كرام، عندما يحيل بينه وبين دخول مكة في العام السادس كان معه 1450 وامرأتان

 وبعدها بسنة ونصف، عندما دخل مكة كان معه 10000 وبعدها بسنة عندما دخل مكة كان معه 100000، إنها أحلام جميلة

هذا معنى اليقين باسم الله البارئ الذي تحدثت عنه اليوم، وتجليات اسم الله البارئ في حياة المسلم

اليقين بالله سبحانه وتعالى فرج، عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب.

وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا

 

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض