فتوى :كيف نربى أبناءنا على محبة الله ؟

الرئيسية المقالات مقالات دينية

فتوى :كيف نربى أبناءنا على محبة الله ؟

كيف نربى أبناءنا على محبة الله ؟
أعزكم الله ،وأحبكم، ورفع شأنكم، وأعلى ذكركم
التربية العليا على محبة الله فى حدائق الفترة الأولى حيث بستنشق الطفل المسلم عبق محبة الله تعالى وعبير الإيمان به وما على الأم المؤمنة إلا أن تزكى هذا الحب للرب جل وعلا. فمحبة الله هى الهدية العليا التى اصطحبها آدم معه من الجنة. ومحبة الله هى الحصن الذى يعصم المسلم فى قابل الأيام من الانحراف مهما عصفت به الشهوات أو الشبهات.
فالذى ينشأ على حب الله تعالى لا يمكن أبداً أن ينكص على عقبيه،   قال الله تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ[ (المائدة:54) والأم الحكيمة تحبب الله إلى صغيرها، فلا تذكر اسم الله تعالى أمامه إلا فى المواقف المسعدة، ولا تكثر من التهديد بالنار، وبغضب الجبار، فتسلب طفلها الأمن والاستقرار!
والغريب أن هذا التهديد كثيراً ما يكون من أجل منافع مادية زهيدة! لا من أجل تعويد الطفل الطاعات، مع أن هذا التهديد غير صحيح، فالقلم قد رفع عن الأطفال. والأم الواعية تربى طفلها على الحب والرجاء أولا، كلما كبر الطفل خوفته من الله أكثر، حتى يستطيع ولدها أن يطير فى فضاء الإيمان إلى رضوان ربه بجناحين من خوف ورجاء، يخفق بينهما قلب نابض بالحب والشكر، ويقودها عقل عارم بالتفكر والذكر. على أن خوف المؤمن من ربه هو خوف من الرحمن الرحيم، فهو خوف يسكنه الأمل فى رحمة الله، ويغشيه طمع المحب فى كرم محبوبه.
والعجيب أن أول ما نعلمه لأبنائنا من القرآن هو: ]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[ فمع كل هذه الرحمات! نريد أن نصور لأطفالنا ـ بجهلنا ـ أن الله عز وجل لا يرحم عباده الخاطئين! ناسين أو جاهلين بأن أكثر صفات الله تعالى التى تواترت فى القرآن هى (الرحمن) 227 مرة، ثم (الرحيم) ـ 170 مرة ، ثم (الغفار والغفور) 97 مرة. ومما يقوى علائق الحب أن تربط مربية ولدها بالقرآن الكريم قراءة وتدبراً وتطبيقاً، فالقرآن هو كتاب التربية المثلى، فالحياة فى ظلاله نجاة، فلا تبخلى بالجلوس مع أولادك فى رياض الجنة تحت هذا الظلال.
يقول شيخ الإسلام "ابن تيمية" رحمه الله: (القرآن هو السجل الحقيقى للوجود، وأنا نادم على كل لحظة من عمرى قضيتها فى غير معانى القرآن).
ومما يقوى علائق الحب ربط الطفل بالسنة والسيرة النبوية المطهرة، ففى تدريب الطفل على الاقتداء بالسنة النبوية خير كثير. إذ تزداد محبته لهذا النبى الكريم. كما يعتاد الطفل النظام والانضباط فى كل أمر من أمور حياته كلها، كما يستيقظ عنده الوعى الدائم، والحضور الكامل فى كل عمل مهما دق، مادام يستحضر نية الاقتداء بخاتم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
ومما يقوى علائق الحب والإيمان أن يعود الطفل ذكر الله تعالى ومناجاته على الدوام، وأن يعتاد العبادات لاسيما الصلاة، وهل أجل من أن ينادى الوالدان أبناءهما فى كل حين:

تعال نصلى .. تعال لنسجد

تعال لنتلو : ((إياك نعبد))

تعال فإن الصلاة حياة

بها تستبين السبيل فنرشد

***

تعالى بنيه .. تعال بنيا

تعالوا إلىَّ نصلى سوياً

تعالوا نصلى صلاة النبى

إن التربية على الحب والإيمان هى ذروة التربية العليا على الإطلاق، وإن الضالين المنحرفين ينحدرون عادة من فئتين: فئة الذين لم يتلقوا تربية إيمانية فى نشأتهم، أو من فئة الذين اقترنت تربيتهم الدينية فى عهد الطفولة  بالقسوة والتشويه. ]إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض