الهجرة غير الشرعية

الهجرة غير الشرعية

الهجرة غير الشرعية من الناحية الاجتماعية خطر لا شك فيه ومن الناحية الأمنية فهي محفوفة بالمخاطر ومن الناحية الاقتصادية في مكلفة جدًا.

الهجرة غير الشرعية من الناحية الشرعية، أفتت دار الإفتاء المصرية أن الهجرة غير الشرعية حرام ومن فكر فيها يأثم. "الهجرة غير الشرعية" من علم أنه سيسلك طريقًا محفوفًا بالمخاطر وأصر على أن يفعل ذلك فهو آثم شرعًا. الهجرة غير الشرعية قلت جدًا في مصر ولكنها لا زالت كثيرة في ليبيا والمغرب. "الهجرة غير الشرعية" يتشعشع في أذهان الكثيرين معتقدين أن مجرد السفر إلى أوروبا يعد طريق الذهب وهذا غير صحيح. سبعون في المائة من الذين هاجروا هجرة غير شرعية لقوا حتفهم ضمن حيتان البحر التي التهمتهم ولم تبق منهم شيئًا. الذين نجوا من الهجرة غير الشرعية بطريق أو بآخر قد خرجوا من النار إلى النار فدخلوا في سجون إيطاليا والدول الأوروبية التي لا ترحم.

قد هاجت القارة البيضاء أوروبا في كيفية مواجهة الهجرة غير الشرعية خاصة مع أهلنا في سوريا الحبيبة أثناء الحرب التي كانت هناك. الدولة الوحيدة التي تعاطفت مع المهاجرين هي دولة ألمانيا التي ظهرت أن لها قلبًا وإحساسًا بمشاكل الناس.

هل إذا أوجدنا فرصًا للشباب تنعدم الرغبة في السفر إلى أوروبا بهجرة غير شرعية؟ معي تقرير يؤكد انخفاض معدل الهجرة غير الشرعية في مصر. طموحات الطامحين أكبر من إمكانيات بلادنا، وأفواج المهاجرين غير الشرعيين تمثل قنابل موقوتة لمختلف الدول.

معي صورة لمركب ضعيف جدًا وليس فيه أي إمكانيات ويركب عليه ما لا يقل عن ثلاثمائة من المهاجرين غير الشرعيين والأمواج تتقاذفهم من كل جانب.

الطفل أحمد فؤاد الذي هاجر هجرة غير شرعية سألوه لماذا ترك دراسته وهاجر في هجرة محفوفة بالمخاطر؟ قال: إن الذي دفعه إلى هذا هو علاج شقيقه المصاب بالسرطان، وكان هذا الكلام مفاجأة مما جعل الحكومة الإيطالية تتحرك لإنقاذ أخيه، وقامت مصر بعلاجه على نفقة الدولة كانت قصة الطفل أحمد فؤاد نقطة فارقة في تاريخ الهجرة غير الشرعية من مصر حيث عزمت الدولة على مواجهتها.

هل تأمين الحدود يعد كافيًا للتصدي للهجرة غير الشرعية؟ مصر لها شريط حدودي كبير جدًا مما يجعله مفازة للباحثين عن المال وعن الثراء السريع

جاءت مبادرة تسمى "مراكب النجاة" والغرض منها التوعية بمخاطرة الهجرة غير الشرعية، والتدريب على الحرف التي يتمتعون بها وتوفير فرص عمل مناسبة لهم وحلول بديلة للهجرة تساعدهم على العيش الكريم.

هل التوعية تخلق الرضا عند شاب في مقتبل حياته يريد أن ينجح؟ ما دام هناك أسباب للهجرة غير الشرعية ومشجعون لها ومن يتربحون منها وجب علينا أن نبصر وأن ننور بالجانب الشرعي الذي يعد حلًا قويًا لأمثال هذه الحالات.

الظروف الحالكة التي مرت بها الدولة على مدى فترات عديدة قوى الشباب إلى الهجرة.

معنا شاب يقول: إنه حاول السفر على ظهر إحدى المراكب قبل أربع سنوات ثم أوقفتنا قوات حرس الحدود وألقت القبض على كل من كان في المركب وخسرت ثلاثين ألف جنيهًا.

  هناك تجار للبشر وسماسرة للهجرة غير الشرعية، ويقومون بشراء مراكب متهالكة كبيرة الحجم بمبالغ ضعيفة جدًا ثم يجمعون الشباب على أنهم صيادون مقابل الحصول على مبلغ مالي يصل لأربعين ألف جنيه.

رغم الرحلة الشاقة وخطر التعرض للموت إلا أن بعض الشباب لا زال يحاول الهجرة والسماسرة لا يسكتون، والناس لا تتعظ ولا تحب أن تتعظ إلا عندما ترى الموت أمامها.

أعلنت وزارة الهجرة بالتعاون مع عدد من الوزارات في الفيوم والبحيرة لتوعية الشباب بالهجرة غير الشرعية والموضوع واسع كبير، وتسعى الدولة لمواجهة الهجرة غير الشرعية. وجود الهجرة غير الشرعية يعني وجود سوء فهم لما قدره الله تعالى، على الشخص أن يرضى بالقضاء والقدر ويخفف المعاناة عن نفسه.

إنني أتحسر على أب وأم يتركان أولادهما يركبان مهج البحر وهم يعرفون أنها محاطة بالمخاطر. التوعية الدينية تقلل كثيرًا من الهجرة غير الشرعية، الدين يخاطب آمال الناس وآمال الشعوب وهو القفزة الحضارية التي تأخذ بيد الناس والحضارة.

تصفح أيضا

أخبار الطقس

SAUDI ARABIA WEATHER

مواقيت الصلاة

جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد عبده عوض