(1) أن المثال الحي، والقدوة الحسنة، يثيران في نفس الطالب قدرًا كبيرًا من الإعجاب والاستحسان والتقدير والمحبة، فيميل إلى الخير، ويتطلع لمراتب الكمال، ويسعى لتقليد ذلك المثال، والعمل بمثل عمله ليرتقي في درجات الكمال.
(2) الطلاب بالنسبة لمعلمهم ، والمدعوون بالنسبة للداعية، والمرؤوسون بالنسبة لرئيسهم، كل أولئك ينظرون إلى معلمهم أو رئيسهم أو الداعية فيهم نظرة دقيقة متفحصة، هي أشبه بالرقابة المجهرية، وهم في ذلك يجعلونه محلًّا للاتباع والاحتجاج في جليل أمره وحقيره، مما يحتم عليه أن يكون - ولو في الظاهر - قدوة حسنة، ومثالا للكمال.
(3) مستويات الفهم للكلام عند الناس متفاوتة، ولكنهم يستوون أمام الرؤية بالعين المجردة، فإيصال المعلومة عن طريق الفعل أبلغ بكثير، وأقوى في التأثير من مجرد القول .
(4) خير قدوة للمسلم هو النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث تمثل أقواله وأفعاله النجاة من هموم الدنيا وعذاب الآخرة.
المبحث الثاني: التربية الحياتية في السرد القصصي القرآني والنبوي
للقصة أثر عظيم في التربية، فهي محببة إلى النفوس، كما أنها تعلق بالذهن لا تكاد تنسى، بالإضافة إلى عنصر التشويق الذي تتمتع به مما يجذب انتباه السامع، ويجعله مهيئًا لتلقي العظة والعبرة .
ولقد جاءت القصة كثيرًا في القرآن، وأخبر - تبارك وتعالى - عن شأن كتابه فقال: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ} [يوسف: 3] {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 111].
قال الغزالي: فجميع قصص القرآن تنبيهات لأولي البصائر والأبصار؛ حتى ينظروا إليها بعين الاعتبار