علاج الفزع حالة الفزع تكون نابعة عن عدم القدرة على التكيف مع الأشياء فترى الإنسان دائما خائفا منطويا على نفسه يبدو على وجهه القلق والتوتر الدائم، تنبهوا لمثل هذه الحالة الغريبة، ها هو شاب في الثانوية العامة وكان ملتزما دائما، وكان هو الذي يفتح المسجد في الفجر دوما وفجأة في يوم ما وهو ذاهب للصلاة، وفتح المسجد شاهد الولد هيئة غريبة فخاف خوفا شديدا لدرجة أنه لم يعد إلى الشارع وأصابه الخوف من كل شيء، مع أن هذا الشيء الذي شاهده كان وهما وخيالا محضا، ومن أكثر الأشياء التي تجعل المريض لا يُشفى من مرضه هو إيمان بعض الناس بأنهم لن يتمكنوا من الشفاء أبدا وهذا خطأ كبير جدا؛ فقد علّمنا النبي الكريم أن كل داء لابد له من دواء، وقد علمنا النبي الكريم هذا دعاء يقوله الإنسان، وهو: (أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون)، وهو دعاء مهم جدا يجب على الإنسان أن يقوله في الصباح وفي المساء، ويقوله كذلك الإنسان صاحب التوتر والقلق والذي لا يذوق النوم، ومن يخاف من الليل ومن يخاف من الظلام، والإنسان الذي يفكر كثيرا يجب عليه أن يقول هذا الدعاء، والحديث كاملا: عن الوليد بن الوليد أنه قال: يا رسول الله، إني أجد وحشة، قال: (إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك، وبالحري أن لا يقربك)، [مسند أحمد، 27/ 108]. قال النبي الكريم صلوات ربي وتسليمه عليه: (من قرأ الآيتين الأخيريتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه)[متفق عليه]، والحديث فيه إعجاز وفهم عميق في قوله (في ليلة)، فيجب عليك أن تقول الدعاء في الليل وليس النهار؛ لأن أغلب الناس تفزع بالليل، وهكذا فإن علاج الفزع والخوف هو الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة، وهذا العلاج لكل إنسان مفزوع، ومحسود ومسحور، والإنسان الممسوس، فالحديث فيه كفاية عامة لكل تلك الأمراض؛ فمن قرأ الآيتين الأخيريتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه، بشرط أن يقرأ هذه الآيات وهو على وضوء وعلى طهارة وهو قائم يصلي وهكذا. يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد مسلم يقول في صباح كل ليلة أو في مساء كل يوم: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم لا يضره شيء أبدا)، [مسند أحمد، باب مسند عثمان بن عفان، 1/498]، وبمجرد أن يقول هذا الدعاء أي إنسان مفزوع أو مهموم أو مغموم فإنه يشفى بإذن الله؛ لأنك تتقوّى بذكر الله عز وجل وهذا إيواء إلى الله عز وجل، وهذه نجاة إلى الله. من كتاب العلاج بالذكر لفضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض الداعية والمفكر الإسلامي